الراحلة د.عليا ابو تاية لم تكن من مخرجات سيداو والتمكين النسوي، ولا تهتم ربما لحملات الحقوق النسوية، فهي من قبلية تجعل المرأة قائدة في كلّ وقت، وهي من اهل الأرض وملحها. وليست ممن قذفت بهن الجمعيات والشبكات النسوية الطارئة والممولة اجنبياً. كان اسم الحويطات و ابو تايه يكفيها، لكي تتقدم، كان خلقها كبير، وحضورها أكبر. والقبيلة كانت سبيل تمكين لها وليس كما تحب ندوات العاصمة أن تصفها بالرجعية اي القبيلة.
غيب الموت اليوم السبت الأكاديمية و السياسية الاردنية الدكتورة عليا محمد عوده أبو تايه (21 مارس 1953 – 27/تموز 2019) ال خبيرة في مجال التعليم والإدارة. وهي من أوائل نساء البادية في الأردن المتعلمات، وأول سيدة بدوية يتم تعينها في مجلس الأعيان الأردني ( الغرفة الأولى من البرلمان ) عام 2001.
تنتمي المرحومة إلى قبيلة الحويطات العربية. إذ ولدت في مدينة معان(جنوب الأردن)، والدها هو الزعيم العشائري العين الشيخ « محمد عوده أبو تايه »، والدتها هي « بشرى زعل أبو تايه »، وهي حفيدة الشيخ عودة أبو تايه أحد أبرز قادة الثورة العربية الكبرى و مناصري الشريف الحسين بن علي.
أكملت الراحلة تعليمها الثانوي في معان، وحصلت على شهادة البكالوريوس 1974 في اللغة العربية من الجامعة الاردنية، ثم على دبلوم تربية وعلم نفس من الجامعة الأردنية 1976. وفي العام 1995 على الدكتوراه في علم اللغة العربية الاجتماعية من جامعة بخارست.
تدرجت في الوظيفة العامة من معلم صف إلى باحث في المجمع الملكي لبحوث الإدارة الحضارة الإسلامية / مؤسسة ال البيت إلى مستشار ثقافي في السفارات الاردنيه الخارجية إلى رئيس وحدة المستشارين / وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
أكاديمياً ، عميد كلية الجوف / المملكة العربية السعودية , أستاذ جامعي في الجامعة الأردنية و جامعة البلقاء التطبيقية و أستاذ جامعي زائر / جامعة انديانا الولايات المتحدة الأمريكية , أستاذ جامعي / الجامعة الأردنية فرع العقبة حيث عينها الدكتور خليف الطراونه اكراما لها ولجهودها في خدمة اهل المنطقة.
ناشطة في مجال التعليم (التعليم حق للجميع) و التنمية الاجتماعية و هي مؤسس و رئيس جمعية البشرى – البادية الجنوبية المعنيه في تأهيل وتوظيف النساء في البادية الجنوبية.
صورة للمجاهد الكبير عودة ابو تايه جد الراحلة، واحد ابرز شيوخ الأردن، المعاصر ومؤسسيه
في المجال السياسي تم تعينها في مجلس الأعيان التاسع عشر والرابع والعشرون 2001-2011 و هي عضو مؤسس لحزب الإصلاح الأردني وعضو مكتبه المركزي.
آمنت الراحلة في أن التعليم هو الحل لجميع مشاكل العالم العربي و أن الفساد الإداري من أكبر مشاكل الأردن.
كانت رحمها الله بنت الأرض الأردنية، وسيدة عربية من ذؤابة الأردنيين الذين بذلوا كل ما لديهم لاجل دولتهم. فجدها هو المجاهد الكبير عودة ابو تايه، وزعل أبو تايه رحمه الله واهلها الحويطات عموما ممن شاركوا في حرب النكبة وارسلوا فرسانهم قبل ذلك لميسلون ونافحوا عن بلدهم ووطنهم. ثم كان منهم المجاهد الكبير مشهور حديثة الجازي قائد النصر المجيد في الكرامه وكاسب صفوق الجازي اللواء المر وغيرهم من ابناء الحويطات رحمهم الله امثال الشيخ حمد بن جازي ومحمد الجازي وعبد الله رحمهم الله..
كانت الراحلة وفية لاهلها وارضها، غنية بنفسها وكبيرة بشيمها وعالية القدر في عزة نفسها، فرحمها الله.
المراجع: ويكبيديا بتصرف واضافات المحرر