الكاتب محمود الشمايلة .
ما زالت الشمس تعلن الصباح بجدارة ، اطرق باب بيت أمي فلا مجيب ،التفت يسارا ويمنيا دون جدوى ،،،،
ما هي الاّ لحظات حتى تلمحني جارتنا مريم وتسألني :
-ودك أمك ؟؟
- آه والله
-شفتها قبل شوي نزلت من عالدرج ..
الدرج ينزل بنا الى الشارع الرئيسي ، فيما تنتشر البيوت على طرفيه وخيارات البحث هنا محدودة ، بيت سالم ابن فارس خال أمي هو الاحتمال الاكبر ..
اتبع قدمي الى اسفل الدرج حتى اصل الى باب الحوش الحديدي ، اطرق الباب ثلاثا فتظهر أم محمد من خلف الصور :
-صباح الخير أم محمد … أمي عندكو ؟؟ - يا هلا صباح النور .
- والله أمك مرت قبل شوي وعيّت اتفوت ، قالت ودها اتروح على دار خالتك فتحية .
بيت خالتي فتحية ليس بعيد من هنا ، حسنا . سأقطع الشارع واركب الدرج الآخر الذي يربط الشارع الرئيسي بالحابول الفوقاني .
خالتي تسكن في الطابق الثالث ،انادي على أحد اولادها لعله يريحني عناء الدرج .كان ذلك بلا جدوى ..
أصعد الدرج وأطرق الباب ،،، ألقي السلام على خالتي فتحية وأسألها عن أمي قالت:
-لا والله ما شفتها اليوم .
اغادر بيت خالتي بلا ملامح ، اسلم على أحدى جاراتها التي عبرت الزقاق ، تبتسم ثم تسألني : ودك أمك ؟؟
-آه والله . - هيي قاعدة عند دار ختام أم أشرف قبل شوي كنت عندهم .
أشعر بارتياح شديد ، على اعتبار ان المرأة قد اكدت مكان أمي ..
اسير الى بيت ختام ، هناك الكثير من الاحذية الملونه على عتبة البيت ، عبثا احاول أن أعثر على حذاء أمي ،،، ،،
جاء صوت من الداخل يسأل :
-مين عالباب ؟؟
-أنا .
ثم أضيف : الحجة فاطمه أم ناصر عندكو ؟؟ - والله كانت هانا وطلعت قبل شوي .
شعرت بسطل ماء بارد ينسكب فوق رأسي ، ،،، …اغادر المكان على الفور ، في الطريق تقابلني أم ابراهيم القي عليها السلام فترده بأحسن منه ثم تسألني :
-ودك أمك ؟؟
أجبتها دون تردد أو تفكير : لا .
في تلك اللحظة شعرت أنني حققت نصرا آخر على نسوان حارتنا بعد معركة الحصبة