بلكي نيوز
ورحلت تريز العظيمة …
يا أم سلمان ، يا مجدنا وعلياءنا وقوت يومي العروبي ، أكاد اسمع صوتها المنصهر ببيارق من السؤدد وبصدىً مُرتد بهذه الدنيا ، حيث انك حينما تُجالستها تجالس بطلة ملائكية ، هيبتها صعب ان تُدرك ، تصغي اليها كما يصغي ناي لحفيف جبل ، تيريز مُتقده بفوهة فلسطين ، مُشبعة بالبطولة ، لديها زنود صلبه لا تعترف بترف الدنيا ، لانها كانت زاهدة عفيفة وانسانة ومناضلة .
تريز .. كل جنائز هذه الدنيا لا تكفيك ، ها هي اطيار فلسطينك التي عشقت تلوح لك من القدس وبيت لحم وعكا ، أطيارك البيضاء واحلام المقاومة وصرخات المناضلين في سجون الريبه والجنون ، جميعهم يلوحون لك ، احبتك في كل مكان يلوحون لك ، فقد تركت صوان ارث لا ترديه السنون .
إلى “ناديا” وحيدتك … حلقة الوصل بيننا بالفتره الاخيرة من مرضك ، ناديا الرقيقة لا يمكن أن تنهار لانها ابنة اعظم ام ، قبليها وسمي ابنتك تريز ، يحق للبطولة ان تتناسل ، لأن الثابوت مظهر عابر امام مسيرة خالدة عبر الدهر .
تريز ، المدخنه الشرسة في هوادة زمن الصفقات والتطبيع ، اطفأت آخر سيجارة بنكوص رئتيها وغادرت سريعا .. سريعا ، الطين تعب والدُنيا تعب ، ستبقين اعظم من “خالطتهم ” في تاريخ الكورونا … وسيبقى صوتك المهيب بروحي ، صديقا مخلصا يخبرني بشراسة بأن الارض لنا ، لنا وحدنا لنا دون غيرنا .
تيريز أجزم بأنك قصدت الرحيل بهذا الوقت ، لانها لم ولن تحب الظهور يوما ، ناضلت بصمت ورحلت بصمت تاركة الم غزير ودمع وفير ، وداعا يا فوهة فلسطين وداعا يا بطلة اللحد .
الصوره ادناه عندما كرمتنا الراحلة الكبيرة تريز بزيارة الى بيت والدي الحبيب معن وقبلت مني درع قد اعددتهُ لها بإسم الكرك .
عروبة الحباشنة