بلكي نيوز
صادف يوم ذكرى الأرض ذكرى استشهاد البطل الاردني الشهيد احمد دحيلان ثلجي المجالي، الذي استشهد في بيروت على أيدي الصهاينة وهو يقاتل إلى جانب المقاومة الفلسطينية بتاريخ 30/3/1983 في بلدة رأس المتن.
وكتب الشاعر المبدع ابراهيم نصرالله قصيدة غنائية ابدعت فرقة بلدنا في تقديمها غناء وتلحينا للفنان المبدع كمال خليل خلال السنوات الماضية تمجد روح الشهيد احمد المجالي كما تمجد الكرك.
وتقول كلمات الاغنية:
حب لشهيد الكرك “أحمد المجالي”
هذا الوطن للناس وإحنا عزوته
ما يرفع الراس إلا مجده وعزته
و الدم ايش الدم لو كان انحبس
وما كان مهره في الحروب ومهرته
يا عيون إمي بالفرح لا تدمعي
أحلى الشباب هي اللي بتحارب معي
دمي بذر لحن الكرامة اتسمعي
أرض القدس شمسي و كفِّك منبعي
هلِّي بزغرودة و قمر
وغنيله يا أحلى المدن
احمد على الموت انتصر
ما ازهي شمسك يا وطن
ورده لكل صغير في ارض الكرك
للشيخ والأم اللي قالت يا ملك
هذي الأرض أعطت وراح تعطي واجت تستقبلك
مين شاف طفل صغير ودَّع ميمته
و كان القمر يغفى ع طلة غرته
مين شاف لمن عاد و لمنه ابتسم
والورد طالع من سلاحه و جعبته
هذي فلسطينك إلك
هيِّ إلك
مثل الطفولة وصدر امك
والكرك هيِّ إلك
هذي فلسطينك إلك
للي بيرفع رايتك
ويمسح غبار الليل عن مرتينتك
هيِّ إلك
هلي بزغرودة و قمر
وكتب الزميل الصحافي محمد أبو أعمر نصا في ذكرى استشهاد المجالي قال فيه…
بين الغارة والغارة وبينما ترتاح سماء بيروت من هدير طائرات العدو الصهيوني ” أؤكد العدو الصهيوني ” وتلملم ارض لبنان جراحاتها من حمم القذائف ، كان احمد يخرج من خندقه والاغبره كاشراقة شمس في شباط ، مثل دفيء بحر يافا يشمخ كالمارد . كان احمد يسهب بالحديث مراراً يحدثني عن بيارات جده في الكرك ” جنوب الأردن” يقول بأن غزالة كانت تأتي كل فجر لتشرب من عين الماء وتأكل رؤوس الأغصان من أطراف بيارة جده وكونه لم يتجاوز الأولى من عمره كانت الغزالة لاتخشاه وتقدم له نهدها وترضعه، كنت لا أصدقه كان مثل نخيل مكة عندما ينتصر في كل غارة على الموت ، وكشجرة برتقال من يافا عندما يهب البارود طيباً من بندقيته. ومثل عمق زيتون رام الله عندما ينمو الزهر على جعبته .
آه يا احمد كيف كانت الشمس تقيلل على أكتافك ، آه يا كل صبايا الكرك “عنقرن” شملاتكن عندما يذكر احمد وغنن “يا ولاد قوموا العبوا والموت ما عنه ، والعمر مثل القمر ما ينشبع منه”.
احمد وقبل أن يستشهد بأيام كان ضجراً من الشوق لجبال الكرك ، وللغزالة التي أرضعته في بيارة جده بالكرك. صارحني احمد بأن الغزالة التي أرضعته هي أمه وان الجد كان لا يمتلك إلا زيتونتين أمام منزله، لكن كل ذرات رمل الكرك تعرفه، استشهد عاشقاً يتذكر القدس التي كان يراها كل فجر قبل أن يتلوث الهواء بالغبار من جبال الكرك وأم احمد “غزالة الكرك” يوم ودعته ليلتحق برفاقه في الجنوب قبل الحصار ولا تزال تجلس على سفوح الجبال تنتظره، وتحتار بالاختيار بين صبايا الكرك لتزوجه. كيف لي أن ازور الكرك لأقبل اليد التي ربته وماذا أقول لام احمد إذا سألتني عنه، آه يا أم احمد كيف انتصر على الموت يوم أن حنى تراب جنوب لبنان بدمه، آه يا حبيبة احمد ويا أطفال وشيوخ الكرك كيف جسد احمد قوله بأن ” الحياة موقف عز “.
يا أم احمد لقد أوفى حبيبي وحبيبك مثل الحصان الأصيل وأكمل المشوار، واليوم اصدق بأن غزالة تشرب من رأس النبع وتأكل من رؤوس الأغصان أرضعته.
لم يمت احمد استشهد وتجول روحه القدس والكرك. رفاقه الشهداء، وسبعون من حور العين، تعالي يا أمي واغفي كما غفى القمر على أهدابه ، زغردي ، تباهي بين نساء الأرض لقد زف احمد المجالي لفلسطين ولبنان وكل ذرة رمل في ارض الكرك.