بلكي نيوز
حكمتي في الحياة (إذا كنت تملك كلاماً أبلغ من الصمت فتكلم..) ولكن وفي هذه الظروف كان لابد من أن أتكلم مع تقديم عميق إعتذاري عن التأخير ، مع يقيني بأنه لا يوجد لغة بكل لغات العالم و حروفها تستطيع أن تنسج عباءة عشقٍ و إخلاص ووفاء و حب في ظل ما يقدمه الأبطال الذين يحرسون الحدود وفي جميع بقاع الوطن مجموعة أخرى من الأبطال تواجه العدو المستجد اللدود يحرسون الأردن و الأردنيين ويخافون عليه وعليهم إنهم الجنود يا سادة.
تأخرت في الكتابة التي منعت منها تسع وثلاثون عاماً تطبيقاً لأبجديات الجندية عندما كنت ولكني ما زلت أنتسب إليها … ترددت أن أكتب وأنا أتابع المشهد كأي أردني وكنت أتابع تفاصيل التفاصيل ومع ترددي إلا أنني كتبت ولا أريد مدحاً للجيش، المادح يمدح الشيء الذي لا يعرفه إلا حديثاً ، ولكنني عشته منذ كان عمري ثمانية عشرة عاماً عشته بكل بقعة من بقاع هذا الحمى الأشم ، عشته بكل مناوراته عشته بكل لحظة تطوير وتحديث عشته بليالي البرد القارص وشمس الصحراء الحارقة التي لا يطيقها إلا هم….. عشته عندما كانت حرارة محركات الدبابات تلفح وجوههم و تراب جنازيرها المتطاير على غواربهم و في عيونهم ، لكنهم يأبو أن يغمضوها حرصاً على الوطن ، عشته عندما كانوا يمتطوا صهوات دباباتهم و ناقلاتهم و آلياتهم كالفرسان يسابقون الريح ، استعداداً ليوم خديعة أو يوم يتصدوا فيه لمن يمارس عليهم الموت …
كلنا يحمل الوطن في حنايا الروح ، أما الجيش فهو في أول الفعل وعلى السياج ، وكلنا يخاف على الوطن، أما الجيش فيمشي في عين الخَوف وفي جفن الردى ، يرد الضيم عن الوطن و أهله.
الجيش لا يكتب عن نفسه ولكن يكتب و يترك ذلك للمنصفين و إن كانوا قلة…… أو للذين لا يعرفون الجيش إلا بعد حين ومنهم من لا يريد أن يعرفه حتى الآن ……
فلا تخف يا وطني لا يخذلك إلا لمة من شُذّاذ الآفاق … لا تخف على وطنٍ في قلوب جنده نذروا أنفسهم ليحموه … لا تخف يا وطني و قائدهم هو مليكهم … لا تحزن يا وطني فإن الله قبل ذلك معك … لا تخف يا وطني يوم يرتجف الراجفون المشككين المتشائمون الحاقدون الحاسدون …
والجنود و قادتهم موجودون ..
فدمت لنا و للوطن يا سيد البلاد على الدوام ، و دمت يا قائد الجيش فإن الصمت و الهدوء المقرون بالرجولة والحزم و الكفاءة ، حتماً سيكيد الحاسدين والحاقدين والغيورين..
وفقك المولى وجندك الأبطال ، بجميع رتبهم ومرتباتهم ومواقعهم ، وسيبقى الأردن (بحجم بعض الورد إلا أنه .. لك شوكةٌ ردت إلى الشرق الصبا)…
فليحفظ الله جلالة قائدنا الأعلى و ولي عهده وأطال الله في عمرهما .
اللواء الركن المتقاعد عدنان أحمد الرقاد.