بلكي نيوز
أخي وعضيدي (عبد الحميد) يا منبع الصدق والإخلاص ويا منبع الوفاء والأمانة وحب الإيثار.
يا (أبا ناصر) يا صاحب النفس المطمئنة ما أطيبك حياً وميتاً، السلام عليك في وفادة الرحمن الرحيم، السلام عليك يوم عملت وأخلصت لوطنك، السلام عليك يوم صبرت وصبرت على الابتلاء، السلام عليك يوم رحلت من هذه الدنيا الفانية ، السلام عليك في قبرك، والسلام عليك عند الواحد الاحد، والسلام عليك يوم اللقاء بك في جنات الخلود ان شاء الله.
إن الحديث عن مهجة القلب هو حديث فضيلة وكرامة، لقد أوجعت قلوبنا برحيلك المبكر يا (أبا ناصر) عن هذه الدنيا، ويا عمود بيتنا ويا سنديانتنا ويا رمحنا..، لقد أظلمت بيوتنا لفراقك وادلهم الخطب، فارقتنا يا (ابا ناصر) يا صاحب النفس الزكية ونحن أحوج ما نحتاج لنصائحك وإرشاداتك وتوجيهاتك، وسيبقى حزننا عليك يا (أبا ناصر) سرمداً وليلنا مدداً وفكرنا مبدداً ولكن الله يحمد ويعبد.
هكذا هم العظماء يا (أبا ناصر) يعيشون ويعملون ويرحلون بهدوء، خدمت وطنك الذي أحببته بهدوء دون ضجيج وبهرجة وتملق ودون منة، وصبرت على الابتلاء بهدوء ولم ترغب إن يتألم معك الآخرون، ورحلت بهدوء وشيعناك بهدوء وحتى بيت عزائك لم تثقل به على أحد. كل حياتك كانت هادئة طيبة رحمك الله يا حبيبنا.
ستبقى في قلوبنا يا (أبا ناصر) حتى وأن رحلت رحمك الله. أخي سوف تبكي عليك العيون وتسأل عنك دموع الأنين. سنبكيك ونبعث أنواحاً عليك بحسرة وتذرف عيوننا الدموع سجاماً، وحق أن يطول ويطول ويطول حزننا يا عضيدنا ويا فقيدنا مدى الدهر، مضت السنون من عمرنا بالمودة والرحمة والإخوة الطيبة وصفاء السريرة ما عرفنا فيك إلا نبل المشاعر والأخلاق الحميدة والعواطف الجياشة وحصافة الرأي ورجاحة العقل والحكمة والقرار الراشد والتواضع وطيب المعشر وإنكار الذات وحب الخير للجميع.
يا (أبا ناصر) نحمد الله رب العالمين أن شهد لك البعيد قبل القريب بأدبك الجم وأخلاقك الحميدة وطهرك ونقائك ووطنيتك ورجولتك وشهامتك ووقوفك دائما مع الحق وسندك لكل مظلوم ، كما شهد لك الجميع بتفوقك ومهنيتك في عملك واستحقاقك المناصب التي تقلدتها عن قدرة وكفاءة، لا عن طريق الواسطة والمحسوبية ولا عن طريق جلسات الفسق والعصيان. ويعلم ويعترف الجميع بان الكثير الكثير من الإعلاميين قد تخرجوا من تحت يديك ومنهم العديد الذين يعملون في أصقاع الدنيا واتصلوا بنا لمشاركتنا العزاء بك وتحدثوا عنك الكثير الكثير بالذي يرضي وجه ربنا عزوجل.
أخي عبد الحميد.. نعلم ويعلم الكثير بأنك واجهت المؤامرات والمكائد في حياتك العملية وتحديداً واجهت ظلم ذوي القربى ممن كانوا في موقع المسؤولية، لقد خافوا من قدراتك ومهنيتك ومعرفتك الواسعة أن تتفوق عليهم في مواقع المسؤولية، وأنت حقا متفوق عليهم لكنك صبرت عليهم واحتسبت مواقفهم المخزية ضدك عند رب العالمين.
يا (أبا ناصر) مرت خمسة أيام على رحيلك، ولا زلنا نتخيل أن وفاتك مجرد حلم وأنك على قيد الحياة، نتذكرك فنبتسم مرة ونبكي ألف وألف مرة رحمك الله يا وجعنا.
وسيبقى يوم رحيلك هو اليوم الأصعب فى حياتنا، فقدنا أخاً وصديقاً وسنداً من المستحيل نسيانه، رحلت فكان رحيلك أكثر الأشياء وجعاَ لنا، والله نسأل أن يعوضنا بلقائك في جنة الفردوس الأعلى بأذنه تعالى.
يا عضيدنا سنبقى نبكيك بكل جوارحنا، وطيفك وابتساماتك لن تفارقنا صباح مساء حتى نلقى وجه رينا الغفور الرحيم.
لن ننساك يا (أبا ناصر) ما حيينا، ونعترف أننا فقدنا أخاً وصديقاً نلجأ إليه في كل وقت،وأرجو يا حبيبنا أن تسامحنا إن قصرنا معك.
حبيبنا (أبا ناصر) سنظل نحاورك بالدعاء إلى الرحمن الرحيم ليجعلك بجنات النعيم، ونحسبك عند الواحد الأحد شهيداً تشفع لنا يوم القيامة.
رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء. وعزاؤنا ورجاؤنا وتضرعنا للعلي العظيم يوم لقائك الطيب بحوله تعالى في جنات الخلود.
نم أخي قرير العين فعين الله ترعاك ووداعاً يا رفيق الدرب والروح والفؤاد ويا مهجة القلب، والسلام عليك وعليك وعليك يوم تبعث حيا.
بقلم الدكتور محمد مسلم المجالي