بقلم الصحفي : هشام عودة
إبراهيم بكر
(1923 ـ 1997)
الوعي السياسي المبكر، والموقف الوطني الذي دفع بإبراهيم بكر لتقديم استقالته من عضوية عصبة التحرر الوطني عام 1947، بسبب موافقتها على قرار تقسيم فلسطين، هو الوعي ذاته الذي دفع به نهاية عام 1970 لتقديم استقالته من عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي كان أول وآخر نائب لرئيسها، بسبب اختلافه مع قيادة المنظمة، ومثلما احتفظ بعلاقات طيبة مع رفاقه الشيوعيين، فقد احتفظ كذلك بعلاقات طيبة مع “رفاقه” في المنظمة، وظل حتى يومه الأخير واحداً من مرجعيات العمل الوطني.
اعتقلته السلطات الأردنية عام 1959، بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي، وقضى في معتقل الجفر أربعة أعوام، حتى تم الإفراج عنه، وعن بقية المعتقلين، بعفو ملكي عام 1963، كما تم اعتقاله أثناء أحداث أيلول 1970، ليتم الإفراج عنه بعد تدخل مباشر من الرئيس جمال عبد الناصر، ليعاد اعتقاله عام 1976، بسبب نشاطه السياسي، وتحول منزله إلى ملتقى لرموز الحركة الوطنية، في وقت كان فيه من أوائل المعتقلين بعد الاحتلال الصهيوني لما تبقى فلسطين عام 1967، ونفيه إلى أريحا، ليكون مع الشاعر كمال ناصر والشيخ عبد الحميد السائح، أول من يتم إبعادهم إلى الأردن بعد الاحتلال.
المحامي الذي تخرج من معهد الحقوق في القدس عام 1951، تدرب في مكتب المحامي يحيى حمودة، وافتتح أول مكتب له في رام الله، لينتقل بعد ذلك إلى القدس، وبعد إبعاده إلى عمان افتتح له مكتباً فيها، إلى أن انتخبه زملاؤه نقيباً للمحامين الأردنيين لدورتين من 1976 إلى 1981، كما ترأس الدائرة القانونية في البنك العربي، وظل دائماً منحازاً لقضايا الفقراء والمظلومين، مدافعاً بشدة عن قضايا الحريات والرأي العام.
ولد عام 1923 في قرية المزرعة الشرقية، قرب مدينة رام الله، وأنهى دراسته الثانوية في مدارس الناصرة، حيث كان والده يعمل، وفي عام 1963 اقترن بالسيدة ليلى المصري، وأنجبا فراساً وبشرا،ً وقد توفي في عمان، عن أربعة وسبعين عاماً، ودفن فيها.
ناشط سياسي بارز، فقد ترأس اجتماع ائتلاف التجمع الوطني في نابلس 1955 في مواجهة حلف بغداد، وقاد التظاهرات في القدس، التي أدت، مع تظاهرات المدن الأخرى، إلى إسقاط حكومة الشهيد هزاع المجالي، ومنع الأردن من الانضمام للحلف المذكور، وفي عام 1989 تم اختياره عضواً، في لجنة الميثاق الوطني، في حين كان على رأس اللجنة الوطنية لمقاومة الاحتلال، التي تم تشكيلها عام 1967 تحت مظلة المجلس الإسلامي الأعلى، لمواجهة الاحتلال الصهيوني ونتائجه.
أصدر المحامي إبراهيم بكر كتابين، حقوق الإنسان في الأردن، مؤتمر السلام والمفاوضات المباشرة مع إسرائيل، فيما قام الباحث الدكتور ربحي حلوم بإصدار كتاب عنه حمل عنوان “إبراهيم بكر.. سيرة نضالية زاخرة”.
اتخذ موقفاً رافضاً لاتفاقيات أوسلو، وظل منزله يستقبل رفاقه وأصدقاءه في أماسي الخميس، في حوارات مفتوحة حول القضايا الوطنية والقومية.