بقلم الصحفي : هشام عودة
ناجي العلي
(1936 ـ 1987)
فنان قتلته شجاعته، هكذا يمكن وصف مسيرة الفنان ناجي العلي، الذي امتلك الجرأة في توجيه النقد عبر رسوماته الكاريكاتورية، للجميع، دفاعاً عن حقوق الوطن وثوابته.
ولد في قرية الشجرة، القريبة من مدينة الناصرة، عام 1936، وكان عمره اثني عشر عاما عندما قاد الشاعر عبد الرحيم محمود ورفاقه معركة حامية في الشجرة عام 1948، واستشهد فيها، ليغادر ناجي العلي وعائلته إلى لبنان، ويستقر به المطاف في مخيم عين الحلوة، القريب من مدينة صيدا في جنوبي لبنان.
أكمل دراسته الثانوية في لبنان، ودرس الرسم في الأكاديمية اللبنانية للرسم عام 1960، وتبدأ الأيام بالكشف عن موهبته الفنية.
انتمى مبكراً لحركة القوميين العرب، وفي عام 1963 انتقل إلى الكويت، وعمل في مجلة الطليعة، ليعمل بعد ذلك من عام 1968 إلى عام 1975 في جريدة السياسة، ليغادر الكويت بعد ذلك ويعود إلى بيروت، ويعمل في جريدة السفير اللبنانية حتى عام 1983، ويعود إلى الكويت ثانية ويعمل في جريدة القبس حتى تم إبعاده عن الكويت عام 1985، ليغادر إلى لندن ويعمل في جريدة القبس الدولية التي كانت تصدر من هناك.
في الكويت عاش ناجي العلي نتائج عدوان حزيران 1967، وفي بيروت كان حاضراً في يوميات الحرب الأهلية، وشاهداً على اجتياح لبنان 1982، وظل في خندق شعبه مقاتلاً بريشته وبندقيته.
عبرت رسوم ناجي العلي عن الضمير الجمعي للشعب والأمة، وتم انتخابه عام 1979 رئيساً لرابطة رسامي الكاريكاتور العرب.
تعرض لمحاولة اغتيال في لندن في 22 تموز 1987، واستشهد على إثرها في 29 آب من العام نفسه، وقام أصدقاؤه ورفاقه وتلامذته بوضع نصب تذكاري له على مدخل مخيم عين الحلوة، لكن يد الظلاميين امتدت له وحطمته، وتم انجاز فيلم سينمائي عن مسيرته الفنية والنضالية.
صدرت للفنان ناجي العلي مجموعة من الكتب التي ضمت رسومه الكاريكاتورية، كما صدرت عنه لاحقاً مجموعة من الكتب والدراسات التي توثق لتجربته، وحاز في مسيرته على عدد من الجوائز والأوسمة، ودفن جثمانه في لندن، وكان عمره واحداً وخمسين عاماً.