بقلم:الدكتور محمد عبد الرحمن المعايطة
أصبح الحديث عن الانتخابات وفسادها، يزداد في المجتمع يوماً بعد يوم، وأصبح الكثير يتفلسف على أنه عراب الانتخابات بغض النظر عن ثقافته، أو تجاربه السابقة بين المجالس، ومن جهة أخرى أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، التي هي من ضرورات الحياة اليومية، تستخدم بكثرة في النفاق الاجتماعي والمجاملة، لتحقيق منفعة شخصية، أو دفع الآخرين لأخذ نظرة مغايرة عن حقيقته التي قد تتسم أحياناً بصفات لا تقربه من الآخرين.
في حين بعض الإشارات تقول على أن الانتخابات أصبحت أو باتت قريبة وعلى الأبواب، وبدأ الهرج والمرج، وبدأت المسرحيات الحيّة التي سنشاهدها على الهواء مباشرة، بممثلين وكومبارس مبتدئين، يتجلى خلالها النفاق، والعصبية والشللية، والكذب، والتصنع.
وبعد تساؤلات كثيرة قمت بالتمحيص عن أسباب هذا المرض وهو النفاق الاجتماعي، من الناحية النفسية والاجتماعية من أصحاب اختصاص، من خلال سؤال الناشط الاجتماعي، وطبيب العظام الدكتور رضوان المجالي عن رأيه؛ قال أن النفوس بحاجة إلى ترميم، وليس إلى تأزيم، وأن نعمل على إصلاح أنفسنا أولا، وتحكيم العقل والضمير، والابتعاد عن الشللية والعصبية البغيضة.
دعونا نعمل على تغيير الكثير من الممارسات والمفاهيم والقناعات الخاطئة لدينا، وأن نختار الأفضل، والأصلح، والأقوى، والصادق، الصدوق، الذي عاش ومازال يعيش بين أبناء مجتمعه، كي يحمل همومهم كما عرفها، ويطالب بالإصلاح مناشداً المجتمع البعد عن النفاق الانتخابي، لمصلحة الوطن والشعب أولاً وأخيراً.
ومن جهته قال البروفيسور حسين المحادين، أخصائي علم الاجتماع في جامعة مؤتة وعضو اللامركزية في محافظة الكرك، قال أن هناك أسباباً كثيرة للنفاق الاجتماعي على مواقع التواصل الاجتماعي، منها قلة الوازع الديني وعدم إدراك الناس مخاطر هذا النفاق وعواقبه من حيث توعد الله المنافقين بالعذاب الشديد، كما أن هناك من يعتبر النفاق وسيلة سهلة للصعود إلى أعلى المناصب، من خلال التملق، ومن أجل المصالح وتزييف الحقائق، ونجد النفاق الاجتماعي واضحاً في مجال الأعراس أو المناسبات للتباهي والتفاخر، وفي مجال الأعمال الخيرية للحصول على مديح الناس وثنائهم.
وأضاف المحادين أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست للنفاق بقدر ما يفترض أنها للاستفادة من نمط الحياة المتجدد مع المتغيرات كوجود الأخبار، فهذه المواقع أصبحت وسائل لإيصال المعلومات والإجابة عن أسئلة الجمهور، خاصة لمن يتطلب مجال عمله التواصل بشكل مستمر، فتكون هذه الوسائل طريقة أسرع وأسهل وأكثر انتشاراً، وفيها توفير للوقت بحيث تجيب لمرة واحدة عن استفسار قد يتكرر، وتظل هذه الإجابة في حسابك ويمكنك أن تسهل الوصول إليها عن طريق استخدام أداة «الهاشتاق».لا للنفاق وما شابه ذلك.
أما أخصائي النفسية الطبيب الدكتور مالك الرواشدة قال أن الذين هم خلف الشاشات ليسوا منافقين، أو يمارسون هذا النفاق، بل أصبحت عادة ومرض عندهم أي أصبحت وسيلة في هذا الكون هي سلاح ذو حدين لهم، فالتواصل الاجتماعي لا يمكن الاستغناء عنه، ولاحظ أحياناً تكون جالساَ ساعات وهو لا يكلمك، ولا ينطق معك، وإذا ابتعد عن هذا العالم يصبح عصبياً ولا يهدأ الا إذا اخذ مهدئات، ويصبح مدمنا على العلاجات المهدئة وهكذا.
وعلى النقيض من ذلك هناك أشخاص لديهم نفاق اجتماعي خاصة عندما يكونون من خلف الشاشة فيختبئون وراءها سعياً للشهرة، أو لانتحال شخصيات الآخرين أو من أجل كسب المال بطرق الخداع والكذب والزيف، وهذه الشخصيات تكون لديها مشاكل عدة لضعف ثقة أصحابها في حين نقول نحن كما قال رب العرش العظيم.
“وبشر المنافقين بأن لهم عذابا اليما”