الصيف وقد أوغل في صيفه .. قيظ يوقظ عناقيد العنب من غفوة الدوالي ، وعين الشمس تحدّق باحتقان حبة تين نفد صبر نضوجها في لهفة المواسم على أشجار كرم تين ، تمجّد تينها في مجد الكروم ..وابتسامة شفتين من عنب في الخليل حين تداعب بذرة حبتها ان وضعتها فوق هي عنب ” الخليل ” ، وان و ضعتها تحت هي عنب ” الجليل ” …
تموز كأنه أسم دلع لحرارة صيف عصي عن الدلع حين يلتهب في البلاد التي تمارس قيلولتها تحت ظل شجرة توت في بلادها ..
تموز …موسم الأعراس في فلسطين التي تتصبب أفراحها في طول البلاد وعرضها حين يتكاثر البقاء بين قاعة فرح ومقبرة الشهداء ..
تموز .. صباح البلاد حين يشرح لك الفرق بين الدمع والندى على كوز رمّان ” يفرفط ” حنينه لفلسطيني في حارة الصفافرة في الناصرة ، يرى رمان صفورية من شباك منزله ، وممنوع ان يصل اليه ..
تموز .. ضجر مناضل متقاعد في رام الله ينش الناموس عن ثوابته الوطنية ، ويمسح العرق عن خيبة حل الدولتين …
تموز .. حيرة العائد بين بوظة ركب ، وبوظة شفاعمرو في وطن بلا دولة في الناصرة ، ودولة بلا وطن في رام الله …
تموز … مرشد سياحي إسرائيلي ينط كالجندب ليشرح بعبرية ركيكة طريقة صنع الفلافل في عكا …
تموز … صيف البلاد حين يتمادى في صيفه لينضج كوز صبر يقلّع شوكه بيده أمام مستوطنة في نابلس …
تموز … فلسطين حين تمسح عرق انتظارها في مطار اللد وتقول لك : ” وينك يازلمة ؟ ” !
الكاتب : خالد عيسى