بلكي نيوز
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح هذا اليوم بأن حضورنا المسيحي في هذه الارض المقدسة ليس من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية ” كما يصفنا البعض ” وكما يظن بعض اولئك الذين لم يقرأوا التاريخ جيدا بل ان هذه الحملات استهدفت المسيحيين المشرقيين اكثر من غيرهم ولذلك وجب على اولئك الذين يتحدثون عن هذه القضايا ان يقرأوا التاريخ جيدا لان رؤيتهم المغلوطة انما تسيء لتاريخ وتراث وهوية بلادنا المقدسة .
المسيحية في فلسطين كما وفي هذا المشرق العربي هي ليست بضاعة مستوردة من الغرب وان كنا نحترم كافة المرجعيات والرئاسات الدينية المسيحية في سائر ارجاء العالم ، ففلسطين هي مهد المسيحية والتي منها انطلقت رسالة الايمان المسيحي الى مشارق الارض ومغاربها ، لسنا كفارا او مشركين كما يصفنا بعض المُضللين والمضللين بل دستور ايماننا يبتدأ بجملة تقول ” اؤمن بإله واحد ” ونرفض لغة التكفير والتشهير والتطاول ، فلن تقوم لنا قائمة في هذه الارض المقدسة وفي هذا المشرق الا بلغة المحبة والاخوة والتلاقي والحوار البناء الهادف الى التعاون من اجل خدمة الوطن والدفاع عن القدس وابراز عدالة القضية الفلسطينية .
ان اي خطاب تكفيري تحريضي لا يقبل الاخر ولا يحترم خصوصية الاخر ايا كان مصدره انما يسيء الى تاريخنا وتراثنا وهوية بلادنا حاضنة اهم مقدساتنا وتراثنا الروحي والانساني والحضاري .
ندعو ابناء شعبنا الفلسطيني الى مزيد من اليقظة لان هنالك من يتاجرون بالدين وهنالك من يلبسون ثوب الدين وهنالك من يدعون انهم يمثلون الدين والدين منهم براء ولكنهم منافقون وهم ادوات مُسخرة في خدمة اجندات معادية لا تخدم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.
نتبنى لغة الحوار وقبول الاخر حتى وان اختلفنا عنه في المعتقد او في الاراء ولكننا نرفض اللجوء الى التحريض والتشهير والاساءة والتطاول والتي لا تنصب ومصلحتنا الوطنية ، فنحن نمرفي مرحلة دقيقة نحتاج فيها الى تظافر الجهود والى مزيد من التعاون واللحمة وتكريس الوحدة الوطنية لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن حضورنا وتاريخنا وتراثنا .
نرفض ان يملي احد اجندته علينا وان يفرض علينا اراءه كما اننا لم نقم في يوم من الايام بفرض اراءنا ومواقفنا على احد ، فكل واحد منا هو حر في اتخاذ المواقف التي يراها مناسبة من القضايا المطروحة ، ولكن حذار من الوقوع في فخ الفتن والتحريض والشحن الطائفي وبث سموم الكراهية في مجتمعنا والتي لا يستفيد منها الا اولئك المتربصين منا والذين لا يريدون الخير لاي واحد منا .
نحترم الخصوصية الدينية لكل انسان في هذا العالم وخاصة في بلادنا ومشرقنا.
ان الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث هي موجودة في عالمنا ونحن ندعو الى تكريس لغة المحبة والاخوة الانسانية بين كافة اولئك الذين ينتمون للاسرة البشرية الواحدة ، وابناء امتنا العربية والفلسطينيون بشكل خاص هم مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى الى نبذ الانقسامات والتشرذم واثارة الضغينة والكراهية والعصبية المقيتة والتي لا يستفيد منها الا اعداءنا .
رسالتنا اليوم ستبقى كما كانت دوما رسالة المحبة والاخوة والوحدة بين كافة مكونات شعبنا فالتعددية الدينية والثقافية لا يجوز ان تتحول الى مادة للاحتراب والانقسام والانفصال بل يجب ان يحترم كل واحد منا خصوصية الاخر .
المسيحيون الفلسطينيون كانوا وما زالوا وسيبقون دوما كمعلمهم دعاة للوحدة والاخوة والحوار والمحبة والسلام بعيدا عن الضغينة والكراهية ونتمنى من ابناء شعبنا الفلسطيني ان نتعاون معا وسويا مسيحيين ومسلمين من اجل وئد الفتن ووقف حد للمهاترات وبث سموم الحقد والكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة في كل مكان .
المسيحيون الفلسطينيون متمسكون بمسيحيتهم وايمانهم وسيبقون مدافعين حقيقيين عن حضورهم ومقدساتهم ورموزهم الدينية وفي نفس الوقت هم فلسطينيون يفتخرون بانتماءهم لفلسطين ارضا وقضية وشعبا .