الزعامة لا تمنح بالمجان
بقلم: سعد فهد العشوش
كان عمر بن الخطاب يشاور الرجال في تعيين كبار موظفيه فقال لهم يوما: اشيروا علي ودلوني على رجل استعمله في أمر داهمني فإنني اريد رجلا إذا كان في القوم وليس اميرهم كان كأنه اميرهم وإذا كان فيهم اميرهم كان كأنه واحد منهم.
أصبحنا نرى في مجتمعنا الكثير من الزعامات التي نصبت نفسها وصية على العباد وعلى المجتمع وجعلت من نفسها الامر الناهي ظنا منها أنها امتلكت قلوبهم واستعبدت قلوبهم وسادت عليها.
لن تكون زعيما وشيخا وقائدا وسيدا في قومك ما لم تكسب ثقتهم واحترامهم فهي جواز سفرك إلى قلوبهم… إذا كنت فيهم قدموك وإذا غبت عنهم انتظروك.
القائد مؤتمن على رعيته وتابعيه وموجه وقاضي يقرب وجهات نظرهم ويحل مشاكلهم ويسوي خلافاتهم.
فاساس القيادة هو المشورة والتشاركية في العمل لتحقيق الأهداف المشتركة بعيدا عن المصالح الشخصية وحب الظهور … فالزعامة بذل وعطاء وكرم
وتواضع وخضوع للحق وتقبله.
فمن أراد أن يسود الناس فليكن سيد نفسه أولا وان يكون لين الجانب لمن حوله … جميل المعشر كريم النفس فصيح اللسان إذا تحدث استمع له وإذا طلب كان له ما اراد.
حارتنا ضيقة كل منا يعرف الآخر حق المعرفة … والزعامة لا تمنح بالمجان.