بلكي نيوز
بقلم : انتصار أبو شريعة
لم يعد التنمر موجها للأشخاص فحسب بل صار للأسف موجّها أيضا للمؤسسات،
فرق كبير ما بين النقد البنّاء وبين الذم والقدح والتشهير والانتقاص من الجهود حتى وإن تفاوتت القناعات بها،
فما حصل بالأمس من فبركة لبعض الأسئلة على منصة وزارة التربية َالتعليم (درسك) للطعن والتشكيك وزعزعة الثقة بهذه الوزارة وبجهودها والتي ما توانت عن تسخير كل الإمكانات البشرية والماديةلمواجهة تبعات جائحة كورونا على المنظومة التعليمية شيء مؤسف للغاية.،
نعم قد يكون هناك خلل في أدائها نظرا للضغط الهائل الموجّه عليها من مئات الآلاف من الطلبة من المدارس الحكومية والعسكرية والخاصة ولكن هذا لا يعطي الحق للبعض للتطاول على هذه المؤسسة العريقة سواء على المؤسسة نفسها أو على شخوصها أوالقائمين عليها بصفتهم الرسمية، حتى وصل التطاول أو ما أسميته ( تنمرا) إلى وعلى الصفة الشخصية أيضا لهؤلاء الأشخاص مستغلين ما يحدث في هذه المنصة من مشاكل فنية او غيرها،
ولئلا يظن البعض أنني أدافع عن التعليم عن بعد أو أنني أشجع عليه فليكن بالمعلوم أنه لا بديل عن المعلم ، ولن يكون التعليم عن بعد البديل التام الصحيح عن التعليم الصفي وكل تكنولوجيا العالم وبكل تحديثاتها لكن تعطي الطالب حقْه كما يعطيه المعلم، ولعل هذه الجائحة على شرورها وتبعاتها استطاعت أن تعيد شيئا لمكانة المعلم وهيبته التي استلبت منذ زمن، ولعلها جاءت أيضا لتظهر للجميع كم هي الجهود المضنية التي كان يبذلها المعلم داخل الغرفة الصفية دون تقدير من الكثيرين معتبرين التعليم وظيفة والمعلم موظفا متجاهلين الرسالة المقدّسة لهذه المهنة المقدّسة.
التعليم عن بعد هو بديل طارئ استثنائي فرضته ظروف استثنائية لفترة نرجو الا تطول وإلا فإننا سنخسر جيلا كاملا؛ تعليمه ومستقبله ان استمر..
لذا علينا أن نكف عن جلد ذواتنا ونحن جزء من منظومة هذا الوطن بأفراده ومؤسساته وهي دعوة بألا نكون أدوات بأيدي أعداء الوطن والحاقدين الموتورين، فيكفي هذا الوطن ما هو فيه وما يعانيه ،سنوات طوال لن تعيد الحال كما كان على الأقل.
وهي دعوة للوقوف في وجه كل من تسول له نفسه زعزعة ثقة المواطن بوطنه، فلا تخوضوا مع الخائضين وتبينوا قبل نشر أو مشاركة أي خبر أو منشور وتذكروا أن الإنسان سيقف يوما للحساب وستكتب شهادتكم وستسألون وتذكروا أن الوطن في وعكة وكلنا معنيون بمصابه وكلنا نمتلك القدرة المساهمة في معافاته ولو بالكلمة الداعمة ومحاربة الناعقين الساعين لخرابه.
لننتقد بأخلاق ولنوجه بمهنية ولنعمل بمسؤولية ولنتعامل مع جهود الآخرين باحترام فالكمال لله وحده
ملاحظة
رأي شخصي لا يمثل الا شخصي ورأيي فقط
بقلم
انتصار ابراهيم ابو شريعه