أكد آفي شارف رئيس تحرير النسخة الإنجليزية لصحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن طائرة تركية مأجورة نقلت الوفد الإسرائيلي الذي وصل إلى السودان، الاثنين.
وهذا أول وفد ترسله إسرائيل إلى السودان بعد إعلان البلدين في 23 أكتوبر الماضي، اتفاقا بوساطة أميركية على اتخاذ خطوات نحو إقامة علاقات بينهما.
وأظهرت بيانات طيران نشرها شارف على حسابه بموقع تويتر أن طائرة تركية مؤجرة قامت برحلة ذهاب وإياب نادرة، الاثنين، بين تل أبيب والخرطوم.
وبحسب ما نشر شارف، فإن الوفد الإسرائيلي “عاد من السودان على متن الطائرة المستأجرة التي كانت مملوكة من قبل على ملك الحكومة التركية”.
ونشر شارف صورة تظهر مسار الطائرة أثناء توجهها من الخرطوم إلى مطار “بن غوريون” في تل أبيب.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطائرة نقلت وفدا إسرائيليا صغير برئاسة مئير بن شابات رئيس قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي لبحث التعاون بين البلدين وتمهيد الطريق لوصول وفد أكبر.
وتقيم تركيا علاقات دبلوماسية دافئة مع إسرائيل، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان، يحرص على إبداء عداء كلامي تجاه تل أبيب، بين الفينة والأخرى، لأجل دغدغة العواطف، لاسيما في أوقات الأزمات والمحطات الانتخابية.
واللافت أن الرحلات الجوية لم تنقطع بين البلدين، حيث تسيّر الخطوط التركية ما يقارب عشر رحلات يومية بين اسطنبول وتل أبيب، إضافة إلى رحلات الشحن.
وتشير بيانات الملاحة إلى أن شركة الخطوط التركية هي ثاني ناقل جوي في إسرائيل بعد شركة “إل عال” الإسرائيلية، وحتى عندما توترت العلاقات بين البلدين لم تنقطع هذه الصلة الوثيقة بين البلدين.
وتشمل العلاقات بين تركيا وإسرائيل كافة المجالات، إذ تتراوح بين السياسة والتجارة والتعليم والثقافة والسياحة، رغم الانتقادات التي يوجهها أردوغان باستمرار للحكومة الإسرائيلية.
ووصلت الصادرات التركية إلى إسرائيل، خلال العام الماضي، إلى 4.1 مليار دولار، بينما بلغت الواردات التركية من إسرائيل في السنة نفسها 1.7 مليار دولار.
وأكد المتحدث باسم الحكومة السودانية، فيصل محمد صالح قوهل، أن مجلس الوزراء لم يكن على علم بزيارة وفد إسرائيلي إلى الخرطوم، بينما أكدت مصادر مطلعة أن الوفد زار البلاد بترتيب مع مجلس السيادة.
ونقل موقع “سودان تريبيون” قوله عن المتحدث قوله إنه “لم يكن هناك أي تنسيق مع الحكومة من قبل أي جهة في الدولة بشأن الزيارة، وأن الحكومة لم تكن على علم بتكوين الوفد، ولا الجهة التي دعته واستقبلته”.
في المقابل أكد مصدر لوكالة رويترز أن إسرائيل أرسلت أول وفد إلى السودان لبحث التعاون الاقتصادي والإنساني المحتمل الاثنين.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أو جنسيته، إلى أن المحادثات تركزت على الكيفية التي يمكن أن تدعم بها إسرائيل الزراعة والأمن الغذائي وإمدادات المياه والرعاية الصحية في السودان. وأضاف أن الوفد الإسرائيلي اجتمع أيضا منفردا مع ممثلين للسفارة الأميركية في الخرطوم.
وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين الأسبوع الماضي إن وفدا صغيرا سيزور السودان بشكل مبدئي وستكون مهمته مناقشة ملفات أمنية.
وأضاف أن وفدا أكبر سيقوم بزيارة لاحقة لمناقشة التعاون الاقتصادي المحتمل مع الخرطوم وهو ما يطرح بادرة توقيع محتمل على اتفاقيات تعاون.
وقال مصدر مطلع على بعثة الاثنين إن المحادثات لم تتطرق إلى بادرة معاهدة سلام أشمل بين إسرائيل والسودان.
وحذا السودان حذو الإمارات والبحرين ووافق على إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل ليصبح ثالث دولة عربية تتواصل مع إسرائيل بتشجيع من واشنطن التي ترى أن مثل ذلك التقارب يسهم في عزل إيران ويتجنب محادثات لم تكلل بالنجاح بشأن إقامة دولة فلسطينية. لكن القادة العسكريين والمدنيين في الحكومة الانتقالية السودانية مختلفون بشأن سرعة وكيفية المضي قدما في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال المصدر إن المتحاورين السودانيين والإسرائيليين، الاثنين، كان بينهم “سلسلة من الشخصيات” من القيادة في الخرطوم.
وسافرت مجموعة من المبعوثين الإسرائيليين والأميركيين إلى الخرطوم في 21 أكتوبر الماضي للوصول إلى البنود النهائية لإعلان تطبيع العلاقات الذي أصدره قادة البلدين والرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد يومين من ذلك التاريخ.