لعلّ الصورة تصف الحال في ذلك اليوم المميز والاستثنائي بالنسبة للحالات الجوية المتطرفه ، فبتاريخ 2 كانون الثاني/يناير عام 1992 تأثرت بلاد الشام بموجة قارصة البرودة مسببة هطول الثلوج بغزارة وحصول الانجماد في مناطق واسعه من البلاد ، وسجلت درجة الحرارة في عمان -1.2 سْ ، وفي مناطق جنوبية كالقادسية والرشادية والشوبك بلغت الحرارة -٧ كما بقيت تحت الصفر كذلك في اليوم التالي مما سبب أجواء قارصة البرودة وتساقطاً كثيفاً للثلوج وبلغت سماكة الثلوج في عمان 80 سم ، فيما تجاوزت السماكة في العديد من المناطق 100سم أو أكثر ، وفي مناطق بسوريا تجاوزت سماكة الثلوج 300سم وبالرجوع الى الخرائط الجوية المتعلقه نجد في تلك الفترة نشوء مرتفع جوي عملاق مسيطراً على القارة العجوز حتى بريطانيا وجنوب الدول الاسكندنافيه ، ووجود سلسة من الضغوط الجوية المنخفضه جداً في غرينلاند والدول الاسكندنافيه ، مما هيأ لنزول قطبي حاد من تلك المناطق باتجاه بلاد الشام مباشرة وادى الى موجة قطبية تم تسجيلها في الأرشيف ، جدير بالذكر أن هذه الموجة لا تعتبر الأبرد في ذلك الموسم ، فقد تأثرت البلاد مجدداً بعدة عواصف ثلجية كان أعنفها وأشدها برودة العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد بتاريخ 24 شباط في ذلك العام حيث تأثرت البلاد بإحدى أعنف العواصف الثلجية في ذلك القرن وأدت الى موجة من الثلوج شملت الساحل الفلسطيني ومناطق منخفضة جدا كوادي الموجب والوالة وأطراف من المناطق الغورية في ظاهرة نادرة لا تحصل مرتين او ثلاث مرات في القرن .
وقد شهدت بلاد الشام خلال هذا الموسم عدداً استثنائياً من المنخفضات الجوية الضخمة والقطبية المنشأ وتجاوزت كميات الأمطار المسجلة في العديد من المناطق ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المعدل السنوي الطبيعي خاصة في الأردن وفلسطين.
وبلغت كمية الأمطار في القدس المحتلة 1200 ملم كما بلغت في عمان حوالي 1100 ملم.
وتم تسجيل كميات تقارب 1600 ملم في بعض مناطق الساحل الفلسطيني وشمال الضفة الغربية.