من خلال متابعتي كل يوم جمعة لحلقات مسلسل رافت الهجان .. كنت اتابع هذا المسلسل ليس لأجل المتابعة فحسب.. بل لانني كان لدي الفضول الكبير بأن اغوص في أدق التفاصيل الذكية التي كانت تتعامل بها اجهزة المخابرات المصرية مع رأفت الهجان.. ولفضولي الشديد لمعرفة بعض الأمور والمواقف التي تتعامل بها الاجهزة الاستخبارتية عموماً ..
ومن خلال متابعتي لهذا المسلسل التاريخي الذي ترك بصمة تاريخية الى يومنا هذا .. اطرح على نفسي بعض الاسئلة بعد انتهاء كل حلقة من حلقاته .. واطرح على نفسي اسئلة كثيرة.. ربما لكثرة قرائتي لكتب كثيرة في علم النفس واهتمامي الكبير بقراءة الكثير بكل ما يتعلق من كتب وقصص في مجال الاستخبارات وعلم المخابرات وعلم النفس.. رغم ان هذا النوع من الكتب لا يقدم للقارىء اكثر من السطوح.. أما الاعماق فهي مرتبطة بالواقع وليس بما تحويه بتلك الانواع من الكتب والمؤلفات..
رأفت الهجان استمر عشرين عاماً في اسرائيل ونجح في مهامه ولم يستطيع احد او جهاز و جهة او دولة ان تكشف حقيقته على الرغم من انه كان محاط بالشكوك من قبل اليهود لفترة طويلة ..
والاسئلة التي اطرحها على نفسي في كل حقلة اتابعها لمسلسل رأفت الهجان هي :
لو تم ارسال رأفت الهجان في يومنا هذا الى اسرائيل.. فهل يا ترى سينجح في مهمته ؟
وهل سيستمر عشرين عاماً في اسرائيل من دون ان يتم اكتشافه !!
وهل الاستخبارات المصرية ستنجح في مهمتها أمام ما نشهده من ثورة تكنولوجية هائلة
وهل يستطيع ان يمارس حياته الشخصية سواء في منزله.. او في مكتبه.. بكل سهولة!!
وهل سيمارس كتاباته السرية .. واستماعه للاذاعة المصرية في غرفة نومه .. واستخدامه للحبر السري .. وخروجه للشارع وركوبه بالسيارة التي كان يقودها رجل المخابرات المصرية بكل سهولة ومن دون ان يتم اكتشافه!!
وهل احلامه اثناء نومه الناتجة عن القلق النفسي الذي كان يعيشه.. هل عاجزة ان تكشف حقيقته من خلال تركيب كاميرات خفية واجهزة تنصت خفية في غرفة نومه !!
وهل صراخه وكلماته اثناء النوم عاجزة ان تكشف حقيقته لدى اليهود !!
وهل سيستطع رأفت الهجان لو كان في هذا الزمن .. بان يحمل هاتفاً ذكياً او استخدام
الكومبيوتر بكل سهولة ومن دون اكتشافه !! خاصة واننا نعيش اليوم في عالم المراقبة الرقمية .. وانتشار الكاميرات في كل زاوية.. وانتشار اجهزة التنصت والمراقبة في كل مكان .. حتى ربما يكون في منزله اجهزة تنصت ومراقبة وكاميرات تستطيع كشفه خلال ساعة ..!!
ربما طريقة الجاسوسية قد تغيرت اليوم عن سابقتها رغم وجودها .. لكن ربما تنوعت اشكالها وادواتها وانواعها بأقل التكاليف وبأقل الجهد .. لكني لا اعتقد ان رافت الهجان أو غيره لو قاموا بتأدية مهامهم في زمن الثورة الرقمية وتطور عالم الاتصال سوف ينجحوا في تلك المهمة.. إلا اذا كان تلك المهام لصالح الجهات التي تتحكم بهذه الثورة وعالم الاتصال .