بقلم : فرح عمار فرح
عذرا أبا الطيب..
الخيل أوفت بوعدها والقسمْ
و تبرّأت من عروبتنا..
بعد أن كسرنا السّيف و الرّمح..
و بغضنا القرطاس و القلمْ
لم تبق إلاّ البيداء فينا جاثمة..
صحارى تيه موحشة..
آثار أليمة.. بحجم الهزيمة
و جراح غائرة يولد منها الالمْ
حشدنا النجارين والنخّاسين..
صنعنا أضخم منجنيق في المدينة..
أمطرنا أعداءنا بمعسول الكلمات..
و الاحتجاجات.. و البيانات..
حرّرنا القدس بفيض القممْ
جمعنا الجثث من حلب و صنعاء..
جعلناهم ردما بيننا وبين الاعداء
ومن قتلى بغداد.. جاء الإمداد..
بنينا بأشلائهم جدارا يَشْطُر السودان..
لينعم بالامن و الأمان..
ومن شلاّل دمائنا صبغنا العَلَمْ
دجّجنا المخادع حريما و غلمانا..
و جواري وما كسبت الايمان..
و جيشا جراّرا من و الخدمْ
ااهٍ يا أبا الطيّب ااه…
لا يعوزنا إلاّ الفاتح أبو نواس..
يَدْرَعُ نبيذنا و يُؤنس الكأس..
و يشحث في فحولتنا الهممْ
كي نشخب مدرارا كالإبلْ..
و تُسمع لنا بَرْبَرَة في المخادع…
هياج تيوس الجبلْ..
هل هذه نعمة أم ليست من النّعمْ؟
أمسينا قبلة الزوار يا أبا الطيّب..
زارنا المغول والروم والاسبان
و العثمانيون.. والفرنجة …
على كثرتهم لا أذكر بقية الأممْ
استوطن بيننا صهيون جاء نازحا..
ليوم أو بضعة يوم و يرحل..
قرّر البقاء.. لما وجده فينا من كرمْ
آنَسَنَا وجوده.. والله يا أبا الطيب..
أقمنا معه علاقات دبلوماسية..
تركنا له الأرض واحتفظنا بالقضية..
واحدثنا يوم الأرض.. نرفع فيه العلمْ
قسّمنا الوطن يا أبا الطيّب ..
حدودا بحد السيف..
و أوسعنا في مقام الضّيف..
وفرضنا زيادة كراسينا بين الأمم
حمدا لله على النِّعَمْ