الصحفي هشام عودة
لن يغيب عن بال الاردنيين ان
حكومة الرئيس مضر بدران
الرابعة والاخيرة التي رافقت
مجلس النواب الحادي عشر ، هي
صاحبة قوانين الانفراج في
الحياة السياسية العامة ، وهي
الحكومة ذاتها التي قدمت عددا
من حقائبها لجماعة الاخوان
المسلمين.
)
شقيقه الدكتور عدنان قاد مركب الحكومة في منتصف العقد الاول
من الالفية الثالثة ، لكنه لم يستمر طويلا ، فيما برز اسم ابنته ريم
في ميادين التجارة والاستثمار.
التاريخ : 17-01-2010
مذكرات الباشا ابي عماد ، ستكون مهمة في حال صدورها ، نظرا
لحجم الاحداث التي عاشها وحجم المعلومات التي تختزنها ذاكرته
ويظل يقف في الصف الاول حين يتم تصنيف ابرز رجال الدولة في
النصف الثاني من القرن الماضي.
اوسمة عديدة استحقها الباشا في مسيرته الطويلة ، منها وسام
الاستقلال من الدرجة الرابعة ووسام النهضة من الدرجة الثانية .
ووسام الكوكب من الدرجة الاولى ووسام النهضة المرصع ، وفي
كثير من اللحظات الحاسمة كان بيته يتحول الى صالون سياسي
تنتقل تأثيراته الى مساحات بعيدة.
تشير الوثائق الرسمية ان الباشا مضر بدران هو اول مدير
للمخابرات يصبح رئيسا للوزراء ، وان تبعه بعد ذلك بسنوات
الرئيس احمد عبيدات ، لكن الوثائق نفسها ستشير ايضا الى ان
رجل الامن القوي هو الذي فتح الابواب المغلقة امام المواطنين
للتعبير عن ارائهم بعد عودة الحياة الديمقراطية للبلاد كما تم في
عهد حكومته الثانية تشكيل المجلس الوطني الاستشاري الذي جاء
لتغطية الفراغ بعد حل البرلمان عام 1974 تمشيا مع قرارات مؤتمر
الرباط للقمة العربية.
مناصب عديدة تولاها الباشا قبل وبعد تشكيله الحكومة ، فقد
اصبح في العام 1972 رئيسا للمكتب التنفيذي لشؤون الارض
المحتلة ، كما اصبح رئيسا للجنة الملكية لبناء جامعات اليرموك
والعلوم والتكنولوجيا والهاشمية التي تسلم رئاسة مجلس امنائها
، كما شغل مقعده في مجلس الاعيان اكثر من مرة.
الاردن.
بعد تقاعده من الحياة السياسية اتجه الباشا للعمل في القطاع
الخاص ، وهو يدير اهم مصنع للحديد الذي شهد رواجا لافتا في
السنوات الاخيرة التي شهدت طفرة عمرانية غير مسبوقة في
22/4
شقيقه الدكتور عدنان قاد مركب الحكومة في منتصف العقد الاول
من الالفية الثالثة ، لكنه لم يستمر طويلا ، فيما برز اسم ابنته ريم
في ميادين التجارة والاستثمار.
اولى وظائفه الرسمية مستشارا عدليا في القوات المسلحة عام
1957 ، قبل ان يصبح في العام 1962 مدعيا عاما لخزينة القوات
المسلحة.
كان عام 1965 محطة مهمة في تاريخ ابي عماد الوظيفي ، اذ تم
تعيينه مساعدا لمدير المخابرات العامة للقسم الخارجي ، قبل ان
يتم تعيينه عام 1968 مديرا للمخابرات ، ويقضي في وظيفته قرابة
السنتين ليتقاعد عام 1970 وقد استحق رتبة لواء ، التي تمنحه لقب
الباشا.
تسلم الباشا مضر بدران رئاسة الديوان الملكي مرتين ، الاولى عام
1975 والثانية عام 1989 ، وفي المرتين غادر ابو عماد مكتبه في
الديوان الملكي الى دار رئاسة الوزراء ، الاولى عند تشكيل حكومته
الاولى عام 1976 والثانية عند تشكيل حكومته الاخيرة عام ,1989
اذا كان الرئيس زيد الرفاعي هو الذي اختار مضر بدران ليكون وزيرا
للتربية والتعليم في حكومته الاولى عام 1973 ، فان السنوات اللاحقة
جعلت من الباشا ابي عماد “ندا” سياسيا قويا للباشا ابي سمير ،
وهما الرجلان الاكثر قوة في عقدي السبعينات والثمانينينات في
مرحلة تداول السلطة بينهما ، اذ صار لكل منهما صالونه ومريدوه
22/3
6:07
وترك كل منهما بصمته على الحياة السياسية في تلك المرحلة.