للمتربصين بنا من كل الجهات،نقول لهم :ـ الأردن عصي على أسنانكم اللبنية، وأحلامكم المريضة.هذا بلد صابر مرابط وقلعة عصية ورجاله الأشداء مشهود لهم بالولاء والوفاء والانتماء.لهذا لم ولن تُفلح الهمز واللمز والنفخ في هز ترابه وتحريك جباله،ولا على كسر صخرة صموده الصوانية.فمنذ نشأته الأولى إلى دخول مئويته الثانية. كان سبب ثباته قصة الحب الخالدة بين المواطن ووطنه،وبين ناسه الانقياء وقيادتهم الهاشمية …فلا فكاك بين هذا الثالوث المقدس من يوم توقيع العقد الاجتماعي،بحبر الولاء والانتماء إلى يوم يبعثون .فموتوا بغيظكم أيها المرجفون الضالون المضلون .إنها قصة حب أردنية عجائبية،من سماتها اللافتة التضحية بالنفيس إلى الشهادة بالنفس أعلى مراتب التضحية،وما يستتبع ذلك من مناقب خير على خير ونور على نور.
السياسة وسيلة عملية وعلمية،هدفها تحقيق المبادئ،لأجل الوصول إلى الأهداف التي تُبنى على سلوكيات عقلانية عاقلة راشدة،وطرق حكيمة في التحليل أمام مفترق طرق،وخيارات متعددة.هذا الموقف يكشف العقل السياسي وهو من أبجديات السياسة.وبنظرة بانورامية شاملة من كافة الزوايا إلى الهجمة الظالمة على الدولة والقيادة والأمة، يخرج المراقب الحصيف المحايد والموضوعي، ان جهابذة المعارضة الخارجية الخارجة على الأطر القانونية، تعتمد التجييش والتهويش وتزوير الحقائق وطمس الوقائع،حتى باتت مكشوفة ومعروفة للعامة قبل الخاصة،بان الماكينة الإعلامية المعادية هدفها الأساس التفتيت والتفكيك ليكون هذا الوطن لقمة سائغة للعدو المتربص بنا غرب النهر لتحقيق أمنيته الكبرى وعلى رأسها الوطن البديل.
الدليل إذا أخذنا منهم عينة،فان بينهم معركة مستعرة تدل على غبائهم،حول تقاسم فراء الدب قبل اصطياده.معركة صبيانية، بلغت حدود التراشق بالالفاظ القذرة ،والاتهامات بالعمالة بلغت الذروة، بوصم بعضهم بعضا بالخيانة، والتعامل مع سفارات مشبوهة.هذا ” الصنف ” من الدخلاء على السياسة تجزم أنهم يحملون عقلاً سياسياً جباناً،يجعجع عن بُعد ـ اون لاين ـ ويطخطخ بمناسبة او من دون مناسبة،لطرد الملل أو ملأ الفراغ، كي يقول لنفسه ولمن حوله :ـ أنا هنا، ولكنه في حقيقة أمر هو كفزاعة قش لا تهش “عصفور دوري” بحجم اللقمة حط على رأسه ليفعل فعلته الوسخة، وهو مسترخٍ عليها بلا مقاومة.
الصنف الثاني :ـ أصحاب العقل السياسي النفعي المتكسب، الذي يحسب ان السياسة تجارة خردة ،تراه يتكلم بما يحلو له ،ويساوم على الوطن كبائع بندورة، يجوب الحواري والأزقة بسيارته ـ البيك اب ـ، ويزعج الناس بسماعاته الضخمة المضخمة، مع ان بضاعته معطوبة وراح يُسوقها على البسطاء وأهل الغفلة لكي يقنص ربة بيت مسكينة أو أرملة تعيش على راتب التنمية والصدقة.لا يقف عند هذا الحد بل تارة يلعب بالوزن والسعر البضاعة.هذه العقلية السياسية تعتمد الغش في بضاعتها السياسية،فهي ابتداءً ليست منا لأنها قامت وتقوم على خداع الناس والضحك عليهم.
اللافت بهؤلاء، أنهم يدّعون المعرفة وينتهجون الواقعية،أما الحقيقة الواضحة كشمس رابعة النهار،أنهم سادة الواقعية السلبية،ويمثلون أعلى درجات الانتهازية،ويسعون بأحاديثهم المنكرة، خلق فتنة داخلية بين الأسرة الأردنية الواحدة المتماسكة،من خلال استفزاز النفوس بالتفرقة على أسس عنصرية،جهوية،إقليمية،مناطقية وحتى عائلية ومذهبية.الأخطر تشويه الرموز الوطنية على مبدأ ” إن لم تكن معي فأنت ضدي وعدوي “.أي إعدام الرأي المخالف ورفض التعددية،وتشعر من أحاديثهم الفجة إنهم يريدون احتكار الحقيقة لأنفسهم،بالصوت العالي والجعجعة البعيدة عن المهنية والصدقية،لهذا عزف عنهم الناس نهائياً ومن يستمع إليهم فقط من باب التسلية ” ولهم عبرة في بائع الكنافة الذي انشق عليهم وعاد إلى دكانه بعد افتضاح أمره.
هذه النماذج طلعت علينا، من أصل الجحيم كرؤوس الشياطين،بالتزامن مع دعوة الرئيس الأمريكي ترامب وصهره الصهيوني كوشنر لتخريب الاردن،وتسليمه لليهود كوطن بديل في صفقة القرن ، بعد ان الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان،والجولان السوري قطعة من اسرائيل وتقاسم العبادة في الاقصى مسرى سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.هم يطبلون ويسحجون للخيار الاردني لحل القضية الفلسطينية على حساب هذا الوطن الصابر المرابط.ويتساوق مع تصريح احد اركان السفارة الامريكية في عمان قبل استلام مهامه حوالي ثلاثة سنوات تقريبا،بالتبشير في بناء اردن جديد. وهذه ” الاردن الجديد ” جملة ملغومة وخبيثة وحمالة اوجه كثيرة فيما المعارضة الجاعلة تتبنى هذا الرأي من حيث تدري او لا تدري وفي الحالتين المصيبة كبيرة.
منذ ذلك التاريخ ـ الاعلان الصهيو/ امريكي الخبيث، اطلت الثعابين السامة برؤوسها من الجهات كافة،لتنفث سمومها بالتوقيت مع اشارة عصا المايسترو الامريكي، للانقضاض على الدولة ورمزيتها وتشويه رموزها وتبخيس انجازاتها.هؤلاء المضللون، يعتقدون ان الشعب مجرد كورس من ببغاوات يصفق لهم، ويغني لحنهم ويطرب لموسيقاهم.هؤلاء يجهلون او يتجاهلون،ان للشعب الاردني غضبة مضرية وصهيل خيل وقدح حوافر ساعة النزال،ستودي بكل من يستهدف وطنهم وتاريخهم ويريد تطفيشهم خارج اراضيهم و يفضلون الموت على حمل خيامهم على اكتافهم يسيرون في الفلاوات على غير هدى و بلا بوصلة ولا هوية.
في ظل محنة الأردن القاسية،والهجمات المركزة عليه من الأركان الأربعة،ولم تسلم حتى مؤسساته من هجمات الكترونية،بالتزامن مع زحف كتائب مدربة على اعلى المستويات ومدججة باحدث الاسلحة لتهريب المخدرات للاردن من الواجهة الشمالية،لشل شبابه وتحطيم نواته الصلبة،لالحاقة باليمن والعراق وسوريا وقلب ساحاته العامرة بالحركة وشوارعه الفياضة بالحياة الى مزابل كما لبنان. واللافت دخول ايدي كوهين ابن الموساد العريق والصهيوني الحاقد على على الخط لزرع الفتنة في الاردن وتحريض ابنائه عليه….فهل كل هذه الشرورالتي خرجت علينا كلها مرة واحدة وتوقيت واحد صدفة ام مدروسة موجه ولكل واحد دوره المرسوم ومهماته المحددة في تقويض البلد ليسهل وضع اليد عليه ؟؟؟؟؟؟!!!!!!.
نعرف ان المعارضة الحقيقة في العالم المتحضر ناقدة متعاونة ورديف للدولة لحل المشكلات المستعصية .تجلس على مقاعد النقد لا مقاعد الحقد،وترصد الاخطاء لتصحيح المسار لا للترصد والنفخ فيها. شخصياتها وازنة وهي قدوة لغيرها، ذات تاريخ سياسي وثقافة موسوعية وبرامج حكيمة محكمة وعقيدة راسخة.فدلوني يا انتم على معارضتنا التي تعتمد على سواليف المضافات، وقصص الانطباعات، وحكايا كان يا ما كان، كعجائز اخر زمان و صالونات الحلاقة / السياسية القائمة على الشماتة والوقيعة والدس لا يعجبها العجب ان لم تمسك الدفه بيدها وتحصد المكاسب لنفسها.
من الغرائب اللافتة ان يُطل علينا بين الفينة والاخرى وفي اوقات الضيق والشدة، امجد المجالي بخطاباته المكرورة ومجموعته الضيقة المعروفة.نحن لن نرد عليه، فقد تكفل اخواه ايمن المجالي وحسين المجالي بالرد، وكانت الجملة القاصمة الحاسمة له :ـ ” انت وحدك “، ما يعني انك تتكلم باسمك وانت خارج العشيرة ونحن لسنا معك.
ناتي للشخصية الابرز في المعارضة دائم الشكوى بانه يحمل الهمّ الاردني وحده،وقد عاتب امجد المجالي لوصفه الشعب الاردني العظيم،ملمحاً ان الشعب الاردني مسكين و مستكين ولا يوجد احد غيره على الساحة، رغم اتهام الناس له بالنرجسية ” حب الذات ” ولكنه امين مؤتمن ويريد التفويض الشعبي.،فانبرى له معارض مغمور خارج البلاد،ـ كلامه موثق بالصوت والصورة ـ وقال للملأ وعلى الملأ :ـ ان ليث شبيلات مصاب بالزهايمر / الخرف بلغ من العمر ارذله وطالبه بالموت في بيته ولا يتكلم باسم الشعب الاردني العظيم التي انكرها شبيلات وقالها بعظمة لسانه.
ثم يخرج المعارض عمر النظامي من فرنسا، يسأل ويتسآءل من اخرج ليث شبيلات من قبره السياسي،بعد موته،ليرد هو بنفسه ان هناك هجمة على الاخوان المسلمين من الامارات ومصر وامريكا وليث تم استغلاله على نفس النهج والخط، للطعن بالاخوان ووصمهم بالخيانة.وقال حرفياً انني مُؤّمن على هذا السر من المعارضة، الهدف ليس تجريح الاخوان المسلمين بل الطعن بالاسلام والمسلمين/ مضيفاً ان ليث فقد مكانته بين الاخوان ومن والاهم لذلك ذهب الى اليساريين طالباً النجدة .وكلام النظامي :ـ .” موثق بالصوت والصورة “.
اما المعارض بائع الكنافة في امريكا الذي اعلن توبته وقبض حصته،فهذا المخلوق نكتة لوحدها ورواية كاملة مكتملة من العقد النفسية نُحيله الى مصحة نفسية واظن ان عقده المستحكمة لا يستطيع مستشفى الفحيص فكفكتها.
الاردن سيخرج من هذه المعمعة اقوى مما كان،ولقد مر بمثل هذه الظروف الصعبة وأمرّ منها واكثر صعوبة. اجتازها كلها بفضل الله،واهله اهل النخوة والرجولة والبطولة،وقيادته الهاشمية الحكيمة الامينة.وقد خرج اردن المجد والكبرياء. اردن الحسين رحمه الله وابو الحسين امد الله في عمره وزاده قوة ومنعة وعزا ومجدا وكرامة،فطلع الاردن معافى وخسر الحاقدون رهانهم وربح عشاق الوطن الجولة.
اما جلالة الملك المفدى، فلقد طمئننا زملاؤنا الذين التقوا به مؤخرا في قصر الحسينية، انه كما كان على الدوام الشبل الهاشمي، بكامل لياقته الصحية والنفسية هادئا وواثقا بدحر الشر والارتقاء بالوطن….كيف لا وهو الفارس المغوار ابن الجيش الاردني البطل وسليل الدوحة الهاشمية.
وكانت لشهادة الامام الاكبر فضيلة احمد الطيب شيخ الازهر، المسجلة يوم السبت الماضي،اكبر الاثر في نفوس الاردنيين على خلفية تسلم جلالة الملك عبد الله والملكة رانيا،جائز زايد للاخوة الانساية في نسختها لعام 2022 تقديرا لجهودهما في التعايش السلمي ودعم حوار الاديان والحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية والدعم اللا محدود للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني،واستضافة اللاجئين الذين تقطعت بهم السُبل والاهتمام بالنساء والاطفال المحرومين.وتعزيز المحبة والاخوة بين الناس كافة.كما اعرب البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية عن سعادته بتسلم جلالتيهما الجائزة حيث ان الاردن اصبح نموذجاً للتسامح والعيش المشترك. ويذكر ان جلالتهما بقيمة الجائزة لسداد الالتزامات المترتبة على الغارمات الاردنيات المحكومات قضائياً.