عروبة الحباشنة
نعت وزيرة الثقافة هيفاء النجار المخرج والكاتب والمنتج السينمائي الأردني الدكتور محي الدين قندور، معربةً عن خسارة الوسط الثقافي لرحيل قامة فنية كبيرة وصلت العالمية، وقدمت خبراتها وإبداعاتها محليًّا وامتلكت أدواتها من خلال مشوار ثري وحافل بالإنجازات السينمائية والتوثيقية والروائية والموسيقية. وقالت النجار في بيان صحفي، عشية نبأ وفاته مساء أمس في بريطانيا، إن وزارة الثقافة لتشعر بالحزن وحجم الفراغ الإنساني”لرحيل الفارس الشركسي الأصيل قندور”، وهو الفراغ الذي يشعر به زملاؤه الأردنيون والعرب ورواد السينما العالمية من ذكريات وعرفان لما قدمه من أعمال ستبقى محفورةً في الذاكرة لمبدع واصل عطاءه وجمع العلم بالخبره والجدّ والعمل وشغف المهنة والإخلاص لقضاياه وأفكاره كمخرج وكاتب ومنتج من جيل الرواد، حضرت أعماله الأدبيه والسينمائية في الغرب الأمريكي والعالم، وأثّر في أجيال عملت للسينما بدافعية كبيرة. وأضافت الوزيرة أنّ الراحل كان صديقًا لوزارة الثقافة وموضع احترام وحضور في رؤيته، من خلال ما كرّسه في التوثيق السينمائي للوطن وربوعه كتابةً وإخراجًا وإنتاجًا، ذاكرةً فيلم “الشراكسة” الذي حمل بدايات الالتحام بالأرض والوطن وتصوير بواكير الدولة من خلال الفسيفساء الوطنية الرائعة للأردن، خصوصًا والراحل كان ممن شهد بدايات تأسيس الدولة الأردنية ونهضتها بتكوينها الاجتماعي والسياسي والعمراني، ولذلك فإنّ قراءة عناوين أعماله الفنية والأدبية تؤكد هذا الحضور الإنساني المضيء على الإنجاز.وأكدت النجار أنّ ما تركه الدكتور قندور هو إرث كبير في مزاملته كبار المخرجين الأميركيين وعمله معهم في هوليود، إضافةً إلى رواياته التي كتبها بالإنجليزية حول القفقاس والشيشان وبادية وريف الأردن وغيرها، ما يدلّ على التحامه بالمكان من خلال الكتابة والفن، علاوةً على مؤلفاته الموسيقية وتوثيقه للألحان الفلكلورية، ما يدل على تعدد إبداعاته التي يستذكرها الوسط الثقافي والفني بعد رحيله.يشار إلى أنّ الدكتور محي الدين عزت قندور مخرج وكاتب ومنتج سينمائي عالمي من أصل شركسي، وُلد في عمان عام 1938م، ووالده اللواء عزت قندور القائد العسكري الأردني المشهور في حرب 1948م ومدير الأمن العام السابق في الأردن. هاجر إلى الولايات المتحدة وعمره ثلاثة عشر عاما لإتمام دراسته هناك، وتخرج من قسم التاريخ في كلية ايرلهام الأمريكية ودرس الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة كليرمونت في كاليفورنيا ونال منها درجتي الماجستير والدكتوراه. عمل لعدة سنوات في مجال إدارة الأعمال مع مؤسسات متعددة الجنسيات في كل من نيويورك ولندن.وفي عام 1960م أصدر الدكتور محي الدين عشرين مؤلّفاً وثائقيا، وفي عام 1970م صدرت له أولى رواياته (عملية اختطاف الطائرة) في نيويورك وصدرت روايته الثانية (الصدع) في لوس انجلوس عام 1971 م وقد بيع منهما حوالي 600 ألف نسخة مما شجّعه على ترك عالم التجارة والاستقرار في هوليوود.عمل مساعدا مع مخرجين أمريكيين مشهورين وأصبح عضوا في اتحاد الكتاب الأمريكيين وفي اتحاد العاملين في صناعة الأفلام في أمريكا واستطاع أخذ بعض الأدوار في إخراج المسلسلات الشعبية أمثال (بونانزا) (مانيكس) (F.B.I) وغيرها.أخرج فيلم (أشباح إدجار آلان بو) لشركة والت ديزني عام 1972م ونال عليه إحدى الجوائز العالمية، وأخرج عدة أفلام أخرى في هوليود ومنها فيلم (تشيريكي) ويحكي قصة صبي هندي أحمر وفيلم (هاجمان الصغير) عن المشكلة القبرصية وفيلم (باجو) عن حياة الغجر وغيرها وكان هو الكاتب والمخرج والمنتج لهذه الأفلام وحده. أصدر عدة روايات تاريخية شركسية باللغة الإنجليزية وهي (ثلاثية القفقاس) في ثلاثة أجزاء كبيرة هي (سيوف الشيشان) و(كازبك القبرطاي) و(المؤامرة الثلاثية) عام 1994م وتمت ترجمتها للعربية عام 2005م وصدرت له رواية (قصة البلقان) عام 1995م كما صدرت له روايات (الثورة) و(الأسطورة) و(تحالفات خطرة) و(ضياع في بلاد الشيشان) ودراسة عن (الحركة المريدية – دراسة الحروب القفقاسية) وكلها باللغة الإنجليزية وهي في طور الترجمة للغة العربية. له إبداعات موسيقية حيث ألف قطعاً موسيقية شركسية كما أعاد توزيع ألحان شركسية فولكلورية معروفة مثل مقطوعات (رقصة القفقاسيين) و(قافا) و(زيغالات) و(أغنية عمان) و(فتاة القبرطاي) و(ودج) ورقصة الأبطال كما أنه قائد فرقة موسيقية متميز (مايسترو).وقندور، على نطاق عالمي هو خبير في تربية الخيول العربية والشركسية وله فيلم عن (الخيول) وهو حكم دولي في مسابقات الخيول المختلفة، له رواية سيوف الشيشان (الجزء الأول من ثلاثية القفقاس) – تأليف محي الدين قندور – ترجمة محمد أزوقة – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – لبنان – ط1 – 2005م، رواية كازبك القبرطاي (الجزء الثاني من ثلاثية القفقاس) – تأليف محي الدين قندور – ترجمة محمد أزوقة – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – لبنان – ط1 – 2005م، رواية المؤامرة الثلاثية(الجزء الثاني من ثلاثية القفقاس) – تأليف محي الدين قندور- ترجمة محمد أزوقة – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت – لبنان – ط1 – 2005م، الصيد الأخير – صدر عام 2007، أطفال الشتات، شروق الصحراء، قصة تدور في بادية الأردن، وفيلم الشركس ( 2010 ). صدرت له عام 2022 رواية “الكمين” عن المؤسسة الرعبية للدراسات والنشر، و”المهمّة” عام 2023، و”عنجرة” عام 2021ن وغيرها من الأعمال.