بلكي نيوز – بورتريه
بقلم : هشام عودة
يوسف الخطيب
1931 – 2011
في دورا وتحت ظلال دالية خليلية ولد الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب عام 1931 شهد نكبة فلسطين شاباً يافعاً وانتقل على أثرها ليعيش في دمشق حيث تخرج من جامعتها عام 1955 من كلية الحقوق.
يوسف الخطيب يسجل له السبق والريادة حيث فتح أعيننا مبكراً على “طائفة “من الشعر الفلسطيني الحميم حين صدر كتابه “ديوان الوطن المحتل” قبل أكثر من خمسين عاماً مستضيفاً على صفحاته مجموعة من الشعراء الذين قادوا فيما بعد قصيدة المقاومة الفلسطينية ومازال كتابه هذا شهادة أولى ومرجعا مهما لكل الباحثين والدارسين.
يوسف الخطيب شاعر الغضب الفلسطيني وأحد أعمدة الشعر الفلسطيني المعاصر أعطى للقصيدة الفلسطينية نكهة خاصة ولوناً مميزاً و ظل يحمل قصيدته وقلمه وحنجرته محارباً في سبيل فلسطين.
في مطلع الستينيات حين كاد البعض ينسى فلسطين كان صوت يوسف الخطيب يجلجل عبر “إذاعة فلسطين من دمشق” محرضاً ومنبهاً ومحذراً ومسلطاً الضوء على ذاكرتنا ووعينا وإيماننا ، وعمل في الإذاعات السورية والمصرية والعراقية والأردنية والسعودية والهولندية ، و كان يوسف الخطيب انتمى لصفوف حزب البعث العربي الإشتراكي مطلع خمسينيات القرن الماضي ، لكنه غادر صفوف الحزب عام 1966 عند انقلاب العسكر على القيادة الشرعية للحزب ، و بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي عام 1957 لجأ يوسف الخطيب الى دمشق و اصبح في عام 1965 مديرا عاما للإذاعة و التلفزيون السوري لكنه استقال من منصبه عام 1966 .
أسس “دار فلسطين للثقافة والنشر” التي عنيت بنشر الثقافة الوطنية والمذكرة الفلسطينية السنوية التي سجلت بالكلمة والصورة جزءاً مهماً من تاريخ فلسطين.
صدر للشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب عدداً من المجموعات الشعرية منها العيون الظماء للنور، عائدون، واحة الجحيم، بالشام اهلى والهوى بغداد.
إن يوسف الخطيب شاعر عربي فلسطيني كتب لقضايا الأمة وتحسس جراحاتها كما كتب لفلسطين انه التزم قضية وطنه منذ أن تفتح وعيه و ظل فارساُ من فرسان كلمتها المقاتلة في شعره وصوته ونشره ، و كان يحلم بالعودة إلى بيته في دورا لتستقبله الجماهير التي حفظت صوته وصورته وقصائده في كل فلسطين عندها لن يقول يوسف الخطيب .
أكاد اؤمن من شك ومن عجب
هذي الجماهير ليس أمة العرب
توفي يوسف الخطيب في دمشق في الاسابيع الاولى من اندلاع الازمة السورية عام 2011 و دفن فيها ، و هو والد المخرج التلفزيوني المعروف باسل الخطيب الذي كان سجل قصائد والده على قرص مدمج عام 1984 .