«الأردن اليوم أقوى» بهذه الكلمات المحدودة عبر جلالة الملك عبد الله الثاني عن نجاح العملية الانتخابية التي تمت الاسبوع الماضي وسلاسة الاجراءات وضبط عملية الاعلان عن النتائج التي كانت بمجملها تعبر عن نبض الشارع من خلال عملية انتخابية نزيهة.في اجتماع جلالته أمس بالمسؤولين عن الانتخابات النيابية 2024، كانت هناك جملة توجيهات محددة وذات معنى للوصول الى الهدف المنشود مستقبلا وهو حكومة برلمانية منتخبة من الشعب، مع مراعاة ان يقوم المجلس الحالي وعلى رأسه اعضاء الاحزاب التي فازت بالانتخابات بدورهم في عملية الاصلاح ليس السياسي فقط بل ان يكونوا شركاء حقيقيين في صناعة مستقبل افضل للاردن.على رأس توجيهات جلالته ان تخرج هذه الاحزاب الى منتخبيها خاصة وعموم الشعب الاردني ببرامج تتسم بالواقعية وقابلة للتنفيذ وذات اسس قوية تتفاعل من خلالها مع احتياجات الناس في مختلف ارجاء المملكة، وهذا يعني بالضرورة ان تبتعد هذه البرامج عن النصوص المفرغة من معانيها او تلك البرامج غير القائمة على اسس علمية وعملية خاصة فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي الذي يُعتبر الهم الاكبر لدى المواطن في ظل مؤثرات داخلية وخارجية تحيط بالمملكة، ولها في بعض الاحيان يد طولى في التأثير على الوضع الاقتصادي المحلي.كما ان هذه التوجيهات تعني بالضرورة الموافقة او الرفض لمشاريع ذات قيمة واهمية خاصة لدى الحكومات بناء على اسس منطقية وانتقادات قيمة، والاهم ليس ان تعرض المشاكل بل ان تقدم الحلول من قبل الاحزاب خاصة والنواب بشكل عام لهذه المشكلات، وبالتالي التسهيل على الحكومة للتبصر واعادة قراءة مشاريعها وتعديلها لتقليل الانتقادات القيمة الموجهة لها.وهناك توجيه اخر لا يقل قيمة عن المذكور سابقا وهو العمل تحت قبة البرلمان بناء على تقديم المصلحة العام على المصالح الاخرى، ما يعني تطبيق الشعارات التي جاءت على اللوحات واللافتات للحملات الاعلانية للمرشحين للانتخابات، اي مصلحة الوطن والشعب هي الاولوية الاهم دائما.كما قلنا سابقا، فان خصوصية انتخابات المجلس النيابي العشرين كانت في بداية المشاركة على اساس حزبي سواء من المرشح او المنتخب، ليتحمل الكل المسؤولية سواء بترشيح نفسه او تمثيله لحزب ما او اختيارات الناخبين، اي ان الجميع مسؤول ومحاسب في نهاية المطاف.لذلك علينا في المرحلة المقبلة ان نكون اكثر واقعية واجدر بتحمل المسؤوليات واوسع ادراكا في فهم مجريات الاحداث داخليا وخارجيا، دون ان تأخذنا حماسة الانتقاد او الرفض او الموافقة مع قلة فهم ما يحدث وتأثيراته على وطننا الغالي.