. جمال عقل
من المعلوم أن هواية الصيد تحتاج الى صياد ماهر يتمتع بصفات خاصة أهمها الصبر وانتظار اللحظة المناسبة حيث يبقى يراقب فريسته مع حبس أنفاسه ودراسة كل الظروف المحيطة ليصطاد فريسته … اليوم جبهة العمل الإسلامي أثبتت أنها صياد يتقن فن الصيد بامتياز , لقد كان للعدوان على غزة دوره الحاسم في ارتفاع أسهم الحركة الإسلامية حيث أن الحركة. منذ بداية الحرب حتى اليوم استمرت في العمل على مناصرة الأهل في غزة عبر تسيير المسيرات والمظاهرات تأييدا ودعما لأهلنا هناك فالحركة تمتلك قرار المشاركة في الانتخابات مبكرا وعملت على ذلك بعكس مرات سابقة كانت تعتمد على القرار في الوقت الضائع وغالبا لاتشارك لكن هذه المرة الوضع مختلف تماما حيث ادوات العمل والتحشيد متوفرة في ظل كل الظروف المحيطة بالاردن … أيضا استندت الجبهة في قرارها وعولت على المكون العشائري لمرشحيها حيث كان تأثير العشيرة غالبا على القاعدة الحزبية لمرشحيها من هناك تستطيع أن تحترم الجبهة كونها تتقن بشكل لافت المناورات السياسية مما انعكس على نتيجة الانتخابات وتصدرها للقوائم الحزبية .نجحت الجبهة في إدارتها للانتخابات عبر استغلال كل الاوراق محليا وعربيا من حيث تأثيرها على قرار الناخب وهذا يسجل لها لاعليها طالما أننا نتحدث عن معركة انتخابية الكل فيها يسعى للفوز بعدد مقاعد اكبر … أما من حيث الثقل السياسي فإننا نجد أن فوز جبهة العمل الإسلامي بهذا الكم من المقاعد يعيد رسم رغبة الشارع واين يتجه وخصوصا على الصعيد السياسي حيث أن تواجد هذا الكم في البرلمان الأردني اذا استغل بشكل صحيح سيكون ورقة ضغط بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الرد على الصلف الصهيوني في قضايا متعددة لأننا ندرك التوجه السياسي للجبهة في هذا الأمر تحديدا .يضاف أن تجربة الحزب والمنبثق عن الإخوان المسلمين وهي تجربة تمتد لعشرات السنين متفوقة على الأحزاب الوليدة وان كان بعضها يضم شخصيات عملت بالسياسة ولها وزنها إلا أن الأمر هنا مختلف عندما نتحدث عن منظومة متكاملة من الأداء الحزبي وليس أشخاصا معينين .في المحصلة فازت الجبهة بعدد ليس قليل من المقاعد وننتظر أن يتم ترجمة شعاراتها الحزبية على أرض الواقع لنقول أننا أمام نتيجة طبيعية افرزها الشارع الأردني .