..ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في أحداث حالة من الفوضى الاجتماعية وتشظي العقل الجمعي لدى الناس .. الأمر الذي أسهم بغياب البوصلة الاجتماعية لدى الأغلب بحيث يتلقى المتابع ذات المعلومة ومن آلاف المتبرعين بالنشر والصياغة بمحتوى مختلف وكلٱ بحسب رغبته الأنية ..الأمر لا يندرج تحت بند الظاهرة المعلوماتية كما يدعي البعض والأرجح أنه امرٱ خطير للغاية ليصل مرحلة الحرب المعلنة ضد العقول ولو من باب حسن النية .. فالسلاح في يد الجاهل مصيبة وجب ظبطه ..الغريب في الحالة العربية تحديدٱ أن بعض الحكومات لم تستطع السيطرة ع حالة الانفلات السوشيال فوضي .. ف.. ركبت ذات الموجة بدعم ما يسمى نشطاء الميديا ومحاولة استمالتهم لصفها لتؤكد بذلك أنها تسير بخلاف الرأي العام وتعمل على محاربة العقل الجمعي ايضٱ . والسبب أن أغلب الحكومات لا تملك مشروع مسبق لصنع عقل جمعي مجتمعي حول القضايا وحتى الوطنية منها .. وتتم الإدارة من قبلها بأسلوب ردة الفعل أو الاستدراك وبخاصة إذا ما علمنا بأن علاقة الحكومات متوترة مع أصل مصدر المعلومة الإعلام الرسمي لغياب مشروع حكومي توافقي للعمل معٱ . مما خلق حالة من أزمة الثقة ما بين طرفي المعادلة الجمعية وانسحب على الجمهور بفقدان الثقة بالطرفين حكومات وإعلام وكان فريسة سهلة أمام وسائل التواصل والعاملين عليها ..( لهم جمهور .. نعم ..ولكن )( وإذا أردنا بحث هذه الظاهرة من منظور نفسي كوسيلة جماهيرية نجد التعامل معها يتفق مع ما طرحه أحد أعمدة علم النفس الجماهيري غوستاف لوبون الذي يرى “أن الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلا واحدا من دون أن تتحمل مناقشتها” ففي الحالة الجماهرية تنخفض الطاقة على التفكير ويذوب المغاير في المتجانس، بينما تطغى الخصائص التي تصدر عن اللاوعي.أما من زاوية علم الاجتماع، فيفترض الفيلسوف الفرنسي إميل دوركايم في قراءة الأفراد أن العقل الجمعي ناتج عن تشابه وتجاذب مجموعة من الأفراد مع بعضهم البعض وإنتاج كائن نفسي جديد له شخصية نفسية جديدة، وبذلك يتميز الشعور الجمعي عن الشعور الفردي كليا فلا تستغرب يا عزيزي صانع المحتوى لماذا إن صادفت متابعا لمحتواك في العالم الحقيقي تجده مرحبا بك وقد يلتقط صورة معك، وهو في نفس الوقت ذات المتابع الذي يتهجم عليك في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الواقع أفعاله مبينة على قناعته الخاصة، أما في العالم الافتراضي فهو جزء من الكل، وردات فعله تنصهر في عقلية التفكير الجمعي