علينا الاعتراف والتفكير بحساسية الظروف التي تحيط بمنطقتنا والتي تلزمنا بالتعامل معها ضمن الواقعوالمطلوب ضمن مسمى المصالح على المستوى الوطني والاقليمي؛ هناك مواقد غليان غير مسبوقة من حيث الواقع والتأثير ولا يمكننا الإنعزال عنها أو لنا مصلحة للإنخراط فيها؛ واقع صعب يتطلب الإجابة على سؤال يفرض نفسه عن دورنا الهام والمحوري على مستوى الوطن والأفراد؟ نحن الآن بأمس الحاجة لبرهان اللحمة الوطنية وتعزيزها على مستوى الأفراد والجماعات بتصرفات مسؤولة وبعيدة عن الأنانية واستغلال الظروف التي من شأنها إضعاف البنية الداخلي? وهشاشتها؛ علينا البرهان بروح الإنتماء للوطن وترابه بأبجديات ولدنا بها وتسري في عروقنا فنحارب الاشاعات التي تدغدغ العواطف المريضة لأهداف ندركها لأن العنوان الأساسي بأن اختلاف وجهات النظر بتطبيق محاور الوطنية، لا يعني العناد وتشكيل الجبهات والتشكيك بالانتماءات بل هو وسيلة للتقريب والتشابك الإيجابي الذي يمنحنا القوة والمناعة ويبعث برسالة للجميع بأن أردن الخير قوي ومنيع ومستقر وواحة للسلام بهمة أبنائه وعزيمتهم، فالبعض يتمنى لنا العثرات ويعمل على تسهيل اثارة غبار الشك والنعرات، لكن الرد الأساسي يبدأ بمنع ايجاد?بيئة حاضنة لمثل هذه الفرقعات ووأدها بمهدها قبل أن تنمو وتصبح ذات شأن.استعراض تاريخ الدولة الأردنية لزمن يعود لأكثر من مائة عام يعتبر أنموذجا للنمو الحضاري والتأسيس لبناء دولة عصرية تتمتع بالاستقلالية والاحترام، والأردن الحديث هو نتيجة طبيعية متوقعة لجهود بذلها الأجداد المؤسسين وها نحن نكمل الطريق بالتعاضد والتكامل والتوافق، نوظف كل ما نملك لرفعة الوطن والمحافظة عليه تحت قيادة هاشمية قادرة على الضبط والادارة، استطاعت توفير جميع متطلبات الحضارة والمحافظة على استقلالية القرار بالرغم من الجهود التي صرفها البعض لإضعاف هذا البناء أسوة بهم، ولكن التلاحم الذي يربط الشعب بالقيادة وا?وطن بحدوده المستقله، قد جعله منيعا وعصيا على الاختراق، يحرسه ويحافظ على أمنه جيش قوي ومدرب ومستعد بل وأكثر جيوش المنطقة تنظيما وتطوراً بتشكيلات في مختلف صنوف القوى العسكرية والأسلحة؛ جيش بمختلف وحداته يحافظ على الاستقرار الخارجي والداخلي بل ويشكل نواة لقوات حفظ السلام بمختلف بقاع الأرض، جاهز على الدوام لأداء المهمات الموكلة اليه بدقة وتميز ومهارة.محاربة الإشاعات وومنع احتضانها عبر وسائل التواصل الإجتماعي متطلب أساسي للنجاح بإمتحان الوطنية والانتماء الذي نحن به الآن، فهناك بعض الصالونات السياسية التي تحتضن رعاة الحقد ومتربصي الفشل، التي تعمل بقصد أو بجهل على زرع بذور الخوف من فئة تجد ذاتها امام خطابة بل وتأذن لنفسها بتفسير المواقف وتحديد التوجهات بقالب الحرص والخوف والإرشاد، لأن استغلال الفضاء المفتوح للاجتهاد والفتوى تحت شعار حرية الرأي يمثل أمرا خطيرا جدا ويجب اخضاعه لضوابط الوطنية الحقيقية والمحاسبة، فالفهم الخطىء يمنح الإذن للجاهل بنثر سمومه الت? من شأنها تعكير الأجواء؛ نعم! يمكن محاصرة هؤلاء ومحاولة ارشادهم بهدف نصحهم وردعهم واضعاف تأثيرهم حنى لا تتوسع دائرتهم بفعلها السلبي، شريطة عدم الصدام والانسياق لتوترات جانبية تضعف جبهتنا وتستنزف جزء من جهودنا ومقدراتنا، وعلينا بذات الوقت تعزيز محاور الوطنية التي تساهم بالتعاون والبناء والتقدم الإيجابي على مساق التحديث حتى تتشكل الدولة العصرية الحديثة والقوية التي توفر لنا الاستقرار والسلم والسلام وهي أبجديات التنفس والنمو والبقاء والتطور.ظروف الاقليم الملتهبة بعفوية أو قصد، خلطلت الكثير من المعتقدات وأنتجت العديد من ثمار الظلم والعنف، جعلت الحيرة حاضنة للشعوب التي افتقدت لأدنى أبجديات الاستقرار؛ خوف وحيرة وحرمان، جوع وعطش، تحالفات تتناقض مع أبسط مبادئ البشرية وحقوق الانسان، تأويها خيام وبركسات تفتقر لأدنى درجات الأمن وتحرمها من نوم عميق، خطر الأمراض يحاصرها وجفاف ينابيع البشرية يجعلها أسيرة للعطف والمعاناة على فتات الغذاء والمياه العادمة والمشكوك بمكوناته وأهدافه. هذا الواقع يجب أن يشكل لنا حافزا للمحافظة على بلدنا والتعاون غير المشروط لأن?ا أمام امتحان صعب ونحن قادرون على اجتيازه بسهولة شريطة توظيف امكاناتنا ومقدراتنا بمكانها الصحيح، فالاستقرار مصلحة جماعية يحافظ على الجميع ويمنع على الغير التفكير بالاقتراب من حدودنا بشتى صورها؛ الشعوب مصدر القوة والقيادة الحكيمة هي الضامن لاستقرار هذا الوطن؛ هذا حالنا وواقعنا وللحديث بقية