يقع الأردن في موقع جغرافي سياسي ملتهب بنار العدوان على دول الجوار و يحيط به صراع سياسي و عسكري و اقتصادي و مجتمعي، في منطقة تشهد حالة من عدم الإستقرار على جميع الأصعدة و متأهبة لأي حالة حرب قد تكون مفتوحة و فواتيرها كبيرة إنسانيا و سياسيا و تاريخيا و اقتصاديا.
الأردن دائما ما يواجه تحديات و مواجهات كبيرة و لكنه ثابت و مستقر لأنه قائم على قواعد راسخة تمكنه من مواجهة هذه التحديات بكل حكمة و حنكة و اقتدار، و هي القيادة الهاشمية و نظام الحكم، و الأجهزة الأمنية و الجيش العربي، الشعب، و تعزيز الوحدة الوطنية، و ثقافة الإنتماء الخالص للأردن و السعي لتحقيق مصالحه .
الأردن دولة قدمت الكثير لقضايا أمته و على الدوام واقفا متهيأ لأي طاريء قد يحدث في المنطقة و الإقليم بكل إمكانياته الإنسانية و حنكته السياسية و الدبلوماسية .
إن الأردن له الدور المحوري في المنطقة دبلوماسيا و سياسيا و دائما ما يكون ضمن المعادلة السياسية الإقليمية و الدولية محافظا على مصالحه السياسية و الإقتصادية، و محتضنا للقضايا العربية سياسيا و مجتمعيا و إنسانيا و خصوصا القضية الفلسطينية لأنها القضية المركزية في الشرق الأوسط و التي ترتكز عليها الكثير من التحولات السياسية.
الأردن يملك القوة الإنسانية التي تكفي لأن يقف وقفة مشرفة مع الأخوان في غزة و لبنان و غيرهما، و بناء على توجيهات جلالة الملك فقد كان هناك جملة من النتائج أطلقها مجلس الوزراء يتمركز معظمها حول الدور الإنساني للأردن
تجاه غزة و فلسطين،
و ذلك بتجهيز مستشفى للولادة و الخداج في غزة بالإضافة إلى المستشفيات السابقة الموجودة في خان يونس و نابلس، واطلاق المبادرة الأردنية لتركيب الأطراف الصناعية لمبتوري الأطراف في غزة، و الدور الرئيسي للهيئة الخيرية الهاشمية في تقديم المعونات للشعب الفلسطيني من بداية العدوان إن كان بريا أو جويا.
يحرص الأردن في معادلاته السياسية المتوازنة و دوره المتزن في المنطقة و العالم، أن يعطي القضايا العربية جل اهتمامه و العمل جاهدا لأن يقوم بتسويات سياسية أو السعي بإيقاف الحرب، و مطالبا على الدوام بعدم التوسع في الحرب كي لا تسبب خطرا على الإقليم بالإضافة إلى مطالبته بعدم التصعيد في لبنان،و ذلك لعدم جر الإقليم إلى حرب واسعة و ممتدة قد تسبب الدمار الإنساني و الإقتصادي.
و في جانب آخر على صعيد الداخل الأردني، يجب الوقوف صفا واحدا خلف القيادة و الأجهزة الأمنية، و السعي الدائم لتعزيز الوحدة الوطنية، و تعزير الجبهة الداخلية و عدم العبث بالنسيج الوطني و عدم اهتزاز الداخل الأردني و احترام الأردن بمؤسساته و أجهزته الأمنية و قوانينه، كي يكون الأردنيين مع قيادتهم و أمنهم وحدة واحدة للحفاظ على الأردن و حمايته من أي طاريء قد يحدث أو حدث ما..
اقتصاديا، فإن الناتج القومي الإجمالي للربع الثاني من عام 2024 في تحسن و هذا يدل على استقرار اقتصادي بالرغم من وجود صراعات سياسية واقتصادية في الإقليم و الجزء جزء مهم في الإقليم، و الإستقرار الإقتصادي هو جزء من الأمن المجتمعي و الإستقرار السياسي و المجتمعي.
حمى الله الأردن
د. حنين عبيدات