كتب أ.د. محمد الفرجات
يعد السلم المجتمعي أساسًا لاستقرار الدول وتقدمها، وهو عنصر حيوي في بناء المجتمعات القوية والمتماسكة، خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تواجهها دول مثل الأردن. ففي ظل الظروف الإقليمية الصعبة التي تعيشها المملكة، من حروب ونزاعات تحيط بنا من مختلف الجهات، أصبح من الضروري تعزيز مفاهيم السلم المجتمعي والعمل على تقوية الجبهة الداخلية. فالأمن والاستقرار هما رأس المال الحقيقي للأردن، الذي يُعتبر أساسًا لاستمرار المؤسسات وتقديم الخدمات واستدامة الحياة اليومية للمواطنين.نبذ أسباب التفرقة والخلافيتوجب علينا كمجتمع أن ننبذ كل أسباب التفرقة والخلاف التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرارنا الداخلي. فتلك الخلافات، مهما كانت صغيرة، قد تتحول إلى تهديد خطير إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وبسرعة. الفتنة والخلافات على أساس عرقي أو ديني أو سياسي تشكل خطرًا على تماسك المجتمع. لذلك، من الضروري أن نعمل جميعًا على تعزيز روح الوحدة والمواطنة الصالحة، ونتجنب كل ما يفرق بيننا، ونقف صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية التي تعمل بجهد لضمان صمود الأردن في وجه التحديات.أهمية بث التوعية المجتمعيةالتوعية المجتمعية تُعد من أهم الأدوات في تعزيز السلم المجتمعي وتقوية الجبهة الداخلية. إذ تساعد على رفع مستوى الوعي بين المواطنين حول أهمية الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي. من خلال حملات التوعية التي تستهدف جميع فئات المجتمع، يمكننا بناء جسور التواصل وتعزيز التعاون بين الأفراد. هذه التوعية لا تقتصر فقط على القيم الوطنية، بل تشمل أيضًا توعية الناس بأهمية المشاركة في المبادرات المجتمعية والعمل التطوعي.تعزيز روابط المجتمع والتعاونإن التعاون بين أفراد المجتمع يعزز من وحدتنا ويجعلنا أقوى في مواجهة الأزمات. الجمعيات التعاونية والخيرية لها دور كبير في هذا الصدد، حيث توفر منصات للتواصل والعمل الجماعي بين المواطنين. مثل هذه المبادرات تسهم في تعزيز روابط الثقة والتعاون بين الأفراد، وتساعد في تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء.أهمية المبادرات والعمل التطوعيالعمل التطوعي يُعتبر وسيلة فعالة لتعزيز الانتماء الوطني وتقوية الروابط الاجتماعية. من خلال المشاركة في المبادرات التطوعية، يُظهر الأفراد التزامهم تجاه المجتمع، ويصبحون جزءًا من الحلول للمشكلات التي قد تواجه البلاد. العمل التطوعي لا يُساهم فقط في تعزيز التضامن المجتمعي، بل يساعد أيضًا في بناء قدرات الأفراد وتمكينهم ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.دور الجمعيات التعاونية والخيرية في ترسيخ أعمال الخيرالجمعيات التعاونية والخيرية تُعد من أبرز الأدوات التي يمكن استخدامها لتوجيه جهود المجتمع نحو تحقيق السلم المجتمعي. فهي توفر إطارًا للعمل الجماعي، وتُسهم في تقديم الدعم للأفراد الأكثر احتياجًا، وتعمل على تقليل الفجوات الاقتصادية والاجتماعية داخل المجتمع. من خلال دعم هذه الجمعيات والمشاركة فيها، نُسهم في تعزيز قيم التكافل والتضامن، مما يُساعد على بناء مجتمع أكثر تماسكًا وعدالة.دور القيادة الهاشمية في تعزيز الصمود الوطنيلا يمكن الحديث عن تعزيز الجبهة الداخلية والسلم المجتمعي دون الإشارة إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها جلالة الملك عبد الله الثاني في هذا المجال. فقد قاد الملك جهودًا كبيرة في تعزيز الصمود الوطني، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. القيادة الهاشمية كانت ولا تزال الدرع الحامي للوطن، حيث تعمل على ضمان استمرارية عمل المؤسسات، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، والمحافظة على الأمن والاستقرار في وجه كل التحديات.الأمن والأمان: رأس مال الأردنفي نهاية المطاف، لا شيء يعادل قيمة الأمن والأمان في حياتنا. فهما أساس استمرار الحياة اليومية واستقرار المؤسسات. ونحن في الأردن ندرك تمامًا أن رأس مالنا الحقيقي هو قدرتنا على الحفاظ على هذا الأمن والاستقرار. من خلال التكاتف والعمل الجماعي، والدعم المتواصل لجهود القيادة، يمكننا الاستمرار في مواجهة التحديات، وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.بث دواعي السلم المجتمعي وتعزيز الجبهة الداخلية هو واجب وطني يتطلب تضافر جهود الجميع. من خلال التوعية المجتمعية، وتعزيز التعاون والعمل التطوعي، ومساندة جهود القيادة، يمكننا الحفاظ على أمننا واستقرارنا في ظل الظروف الإقليمية الصعبة التي نعيشها.