بعيداً عن استعراض المواقف السياسية والدبلوماسية والإغاثية الحثيثة لمواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمتسق مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني،، تصرّ عمّان على كسر حصار غزة، وإضعاف التعنت اليميني المتطرف لحكومة الأحتلال في اسرائيل، ولا يمكن قراءة ما يجري من حملات مسيسة ومدعومة من الخارج لشيطنة هذه المواقف، سوى محاولة لعقاب الأردن وثنيه عن مواقفه المبدئية الثابتة تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.وهذه المواقف ثابتة وواضحة ولا يمكن المزايدة عليها، بيد أن محاولات التشكيك وعبر هتافات او عبر منصات التواصل الاجتماعية ما هو الا لغو فارغ ومثير للسخرية.وطالت هذه الحملات كل الجهود بدءا بجهود مد الجسر الجوي الذي دفع بدول عربية وأجنبية للمشاركة فيه، وشملت الجهود الرسمية لإعادة مسار السلمي للقضية الفلسطينية.فكان ظهور جلالة الملكة رانيا العبد الله، في مقابلات تلفزيونية أجنبية، سوى محطة جديدة للمشككين، تحدثت الملكة بصراحة عن أولوية وقف إطلاق النار، ومعالجة الوضع البائس في القطاع الذي يضربه الموت جوعاً.وتحمل هذه المزاعم ادعاءات باطلة ضد الأردن وجيشه وما يوضح ويؤكد كذب هذه الأفتراءات، كل دول العالم تعرف جيدا حجم الجهود التي قامت بها المملكة بقيادة جلالة الملك منذ اللحظة الأولى لطوفان الاقصى، وما عاناه الاردن نفسه من تمادي دولة الاحتلال الاسرائيلي وتنصلها من عهودها.والجوهر الحقيقي لادعاءات المغرضين أصبحت مكشوفة وواهنة وبالية، وهو تبرير استمرارهم في عملية هز الموقف الاردني وثنيه عن مساعيه في مساندة الأهل في فلسطين، وحقيقة إمعانهم في تسويق هذه الحملات الممنهجة محاولة يائسة منهم لخلق شرعية لاحتلال الشارع الاردني وقلب المعادلة ؛ والاردن دولة تحترم الحريات والتزامتها بهذا الشأن، لكنها تملك القدرة على الدفاع عن مصالحها وسيادتها وأرضها وحدودها، ولن ترهن البلاد في أيدي مجموعة من المتطرفين ممن يسعون لجر البلد إلى حالة من الصراع وعدم الاستقرار.وينضم هذا الخط الأحمر الى سابقه من تجارب الاردن في كيفية قطع الطريق على كل من تسول له نفسه الأضرار بامنه ؛ وهو ما أعلنته الدولة مرارا وتكرارا، وهو الرفض القاطع لأي محاولات اللعب بالنار قسرا أو طوعا، وهو ما لن تسمح بتخطيه من أجل تأمين الاتجاه الاستراتيجي وتوجيه البوصلة نحو دولة فلسطينية مستقلة وكحل وحيد لخروج المنطقة من دائرة الصراع وحفظ امنها.وما هذه الحملات الا استمرار لسياسة الهروب للأمام تتبعها بعض الجماعات المسيسة المغرضة والمندسة بسبب إخفاقاتها المتوالية في تحقيق أهدافها غير المعلنة وجر الشارع للاسوأ، فهي تبحث عن مسوغ لهذه الإخفاقات، كما فعلت أيضا نفس الشيء مؤخراً باتهام الأردن بأنه هي التي تمنع وتعوق دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، على الرغم من علمها التام بأن الاردن لم يغلق مجاله الجوي والبري من جانبها ولو للحظة واحدة.وتتزامن هذه الحملات مع مسيرات تُنظم كل يوم جمعة واخرى ليلية ويتمادى ابلعض على رجالات الأمن ؛ بيد أن بعض الحركات تشاغب على الموقف الرسمي، في حين تبالغ بمديح حلفاء لها لم يقدّموا أي فعل حقيقي لصالح وقف الحرب على غزة سوى الاستعراض، ودعواتهم إلى تنفيذ احتجاجات عامة أو إضرابات أو بسبب مواقف منددة بالاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل.أن دعم وتضامن الشعب الاردني الكامل مع القضية الفلسطينية ونضالهم تاريخي له الكثير من الطرق السياسية التى تأتى بثمارها وصولاً لحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة.وهو أمر مؤكد وواقعي دون أدنى شك، ويتماشى مع الموقف الرسمي الذي لا يتعارض مع تأمين حدودنا وحماية اجوائنا ومنع التهريب ودخول الاسلحة منها وإليها.لاشك أن مثل هذه الحملات المضللة لا تخدم الجهود الاردنية الإيجابية المبذولة لحل الازمة ووقف تصاعدها المتسارع في لبنان وسوريا وايران، والتي أثرت علي كل المنطقة وجعلتها مهيأة لتوسيع دائرة الصراع، الأمر الذي حذر منه جلالة الملك عبد الله الثاني وسعى إليه مراراً وتكراراً في ظل حقيقة أن للاردن جيشا قويا قادرا علي حماية سمائه وحدوده بكل الكفاءة وانضباط ولن ينجح عقد هذا القياس الفاسد في أفكارهم بإثناء الاردن عن القيام بمسؤولياتها الداخلية والاقليمية والدولية.حقا أن هذه الحملات المنظمة بحسابات وهمية سواء كانت بمرجعية إسرائيلية أو ايرانية تخوض معركة إثارة الفتن في ظل وجود وكلاء لها هنا ؛ باتت مقلقة ومثيرة ومن شأنها إشاعة البلبلة والفتن والتأثير على الجبهة الداخلية الأمر ً الذي يستدعي الأنتباه واتخاذ خطوات عملية لمجابهتها أمنيا واعلاميا وسياسيا وعدم التسامح مع منفذيها، في حين نقرّ بضعف ردود الفعل في مواجهة هذه الحملات المنظمة للتغريدات والمنشورات المسممة الآتية من منصات التواصل الاجتماعي ومن الهتافتات وحملات التشكيك والاتهام