رغم الصدمة المجتمعية لما حصل لبروفيسور فاضل عرف عنه وعن اقاربه بأنهم من مؤسسي التعليم في الأردن وهنا على سبيل المثال أبناء عمومته في بلدة خرجا من أبناء عشيرة الزعبي الممتدة جغرافيا على كافة بلدان الدول العربية وخصوصا في سوريا (محافظة درعا) وشمال الأردن خاصة وبلدات الجليل في فلسطين. وعشيرتهم الكبيرة الهواري.
ومن يزر بلدة خرجا يعرف جمال خلق أبناء العشيرة الزعبية وكم من أجيال تكنوقراط وأدباء ورجال إصلاح خرجت العشيرة للوطن.
فعميد التراث الاردني د. احمد شريف الزعبي كان مديرا للتربية التعليم في عدة مديريات وله روائع ومصنفات عز نظيرها وابناؤه محامون وأدباء ومنهم اكرم الزعبي رئيس رابطة الكتاب الأردنيين في الدورة السابقة.
المرحوم المغدور البروفيسور احمد صالح الزعبي كان قامة علمية محب للكل ويشهد له الجميع بحسن الخلق والالتزام والاتزان والتواضع والتقوى. لا يمكن أن ينزل لمستوى طالب ليشين فيه.
أن الحادثة التي وقعت جريمة كبرى فيها خيانة للوطن وطعن في العلم وغير مقبولة ابدا وجاءت في مناسبة ذكرى يوم المعلم، وستؤثر سلبا على مكانة الاستاذ الجامعي والمعلم وكما قال بسمارك الألماني: هزمت فرنسا بالمعلم .
اذكر ذات زمن اني في الجامعة الهاشمية كنت عميدا لكلية الملكة رانيا للسياحة والتراث واتصل بي حرس الجامعة واخبروني بأن هناك طالبة ممنوعة من دخول الجامعة بسبب مذكرة من عمادة شؤون الطلبة بأنها مريضة نفسيا ومدمنة مخدرات فذهبت انا ومساعد العميد إلى بوابة الجامعة واحضرناها إلى مكتب العميد وطلبنا المرشدة النفسية في الجامعة وتابعناها إلى أن صحت واستقام وضعها وهي الآن تعمل بمؤسسة دولية.
اذكر هذا المثل مؤكدا على متابعة الطلبة وخصوصا وضعهم النفسي لأن الضغط الاجتماعي عليهم يسبب الانفصام عندهم.
إن الجريمة التي حصلت لرجل فاضل. و عالم متميز رغم صعوبة تحملها من أهل المغدور والمجتمع إلا و انها أصبحت قضية وطن خلال ساعات تدق جرس الخطر على مستوى التعليم و نوعية المناهج علما ان مثل هذه الحالة تكررت سابقا في الصرح حيث قام أحد الطلبة بطعن رئيس الجامعة آنذاك وفي أحد الجامعات الخاصة قام أحدهم بتكسير مبنى الرئاسة واخر في جامعة أخرى أطلق النار على استاذه.
هذا السلوك والمصاب الجلل سيؤثر على سمعة ومكانة التعليم العالي في الأردن وسيعزف الطلبة من خارج الأردن من الالتحاق بجامعتنا الأمر الذي يستدعي تقييما شاملا لمسببات العنف والشغب الجامعي للحد أو منع تكرار هذه الحوادث.
نعزي أنفسنا كما نعزي عشيرة آلزعبي وذوي البروفيسور احمد صالح الزعبي ونحتسبة عند الله شهيدا (فالمطعون شهيد) ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. لاحول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله و إنا إليه راجعون.