كم يعتريني الحزن عندما أتذكر أن لدينا وزارة للتنمية السياسية ” الشؤون السياسية حالياً” ، هذه الوزارة التي زاد عمرها عن العقدين من السنوات منذ تأسيسها ، والتي ساهمنا في تأسيسها، وتقوية عمادها، حتى بات الجميع يتنافس ويتوق لقيادتها ، فبدأت في الآونة الأخيرة تشيخ يوماً بعد يوم وهي في عز شبابها ، وتهرم وهي في قمة عطاءها، وبدأ أداؤها يتراجع شيئاً فشيئا ، وبدأ الملل والكسل يتسلل إلى أنشطتها ، وذهبت في غياهب النسيان ، ولا أريد أن أدخل في الأسباب التي أعلمها، هذه الوزارة لو استغلت استغلالاً صحيحا لكانت من أفضل الوزارات وأنشطها، قلت ذات يوم وأنا من ضمن أحد كوادرها في أحد الإجتماعات الصباحية التي كانت تعقد يوميا برئاسة معالي الوزير وحضور عطوفة الأمين العام ، أو برئاسة الأمين العام في حال غياب أو انشغال معالي الوزير ، أن هذه الوزارة من أهم الوزارات لو استغلت صح ، ومارست دورها الحقيقي لأنها سوف تلعب دوراً مهماً في ترسيخ وتعزيز الأمن الوطني الإجتماعي ، علاوة على مهامها الأساسية في التنمية السياسية بشموليتها، لكن ما هو حاصل أن الوزارة تعمل بنظام القطعة أحياناً ، وبنظام الفزعه أحياناً أخرى ، بشكل موسمي ، مع الاحترام والتقدير لجميع الجهود التي بذلت وتبذل ممن تعاقبوا على قيادتها، ولذلك لا بد من خطة نهضوية حديثة تعيد الحياة لها، وتضع عجلاتها على السكة الصح ، وأن تطور عملها وأنشطتها إلى مستوى تواكب منظومة التحديث السياسي ، وأن تتوسع في نوعية المهام التي تقوم بها ، وأن تخرج من عباءة اللقاءات المتكررة مع قادة الأحزاب من باب العلاقات العامة ، والمجاملات، والحديث عن أهمية الحياة الحزبية والأوضاع السياسية في المنطقة وما إلى ذلك ، نريد مبادرات إبداعية ونوعية للنهوض بالحياة السياسية والحزبية تحاكي كافة مفاصل القطاعات المجتمعية ، وللحديث بقية
اترك تعليقاً