القاهرة: أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع الجمهورية العربية السورية والمواقع القيادية المجاورة لها، بما يمثل احتلالا لأراض سورية، ويعد انتهاكا صارخا لسيادتها ومخالفة صريحة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وتؤكد مصر على أن الممارسات الإسرائيلية تخالف القانون الدولي وتنتهك وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتعد انتهازا لحالة السيولة والفراغ في سوريا لاحتلال مزيد من الأراضي السورية لفرض أمر واقع جديد على الأرض بما يخالف القانون الدولي.
وتطالب مصر مجلس الأمن والقوى الدولية بالاضطلاع بمسئولياتها واتخاذ موقف حازم من الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، بما يضمن سيادتها على كامل أراضيها.
الاحتلال يوسع وجوده العسكري
وتسعى إسرائيل لاستغلال حالة عدم الاستقرار بسوريا وتوسيع وجودها العسكري في مرتفعات الجولان، حسبما ذكرت وسائل الإعلام العبرية.
ودخل جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقة العازلة في الجولان، في الصباح التالي لسقوط نظام الأسد، بعد تمركز الدبابات وقوات المشاة على خط ألفا على حدود مرتفعات الجولان، الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل عن سوريا، داخل المنطقة منزوعة السلاح، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية.
وبرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تواجده العسكري في مرتفعات الجولان، قائلًا: “إنه في ضوء الأحداث بسوريا ووفقًا لتقييم الوضع واحتمال دخول مسلحين إلى المنطقة العازلة، تمركزت قوات بالمنطقة العازلة وفي عدد من النقاط الضرورية من أجل ضمان أمن مستوطنات هضبة الجولان ومواطني إسرائيل”.
خنادق عميقة وواسعة
وعن الأحداث المتسارعة في سوريا، وما إذ كان جيش الاحتلال يتدخل في الشأن السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، وفراره إلى روسيا، ومنحه حق اللجوء الإنساني، قال جيش الاحتلال: “إنه لا يتدخل في الأحداث التي تجري بسوريا، مع الحفاظ على المنطقة العازلة”.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بناء حاجز جديد على طول خط الحدود، وتحفر الجرافات خنادق عميقة وواسعة مضادة للدبابات على طول الخط الشرقي للحدود “شريط من الأرض يفصل بين البلدين”.
خطوة محدودة ومؤقتة
بدوره؛ قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن وجود قوات الاحتلال الإسرائيلية في الأراضي السورية خطوة محدودة ومؤقتة في ظل حالة الارتباك التي أعقبت سقوط بشار الأسد.
ووجهت إسرائيل ضربات جوية إلى مواقع يشتبه أنها تستخدم للأسلحة الكيميائية وصواريخ بعيدة المدى بسوريا لمنع وقوعها في أيدي أطراف أخرى، بحسب ما أعلنه وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي.
ضربات جوية على دمشق
نفذت القوات الجوية التابعة لجيش الاحتلال موجات من الهجمات حول دمشق في الساعات الأخيرة، بهدف تدمير مجموعات الأسلحة المتقدمة ومنشآت إنتاج الذخائر، إضافة إلى تعرض مستودع للأسلحة الكيميائية في سوريا لهجوم.
وقال ساعر: “لهذا السبب هاجمنا أنظمة الأسلحة الاستراتيجية، مثل الأسلحة الكيميائية المتبقية، أو الصواريخ والقذائف بعيدة المدى”.
وتطرق ساعر أيضًا عن المفاوضات المتعثرة مع حماس بشأن إطلاق سراح المحتجزين في غزة، قائلًا: “إن المحادثات غير المباشرة مستمرة، دون الخوض في التفاصيل، وأن بلاده أكثر تفاؤلًا بشأن تحقيق تقدم في نهاية المطاف، لكنها لم تصل إلى هذا الحد بعد”.