أسفرت عملية اطلاق النار، التي وقعت قبل ثلاثة أيام قرب حاجز “تفوح” المقام على أراضي قرية زعترة قضاء نابلس، عن مقتل مستوطن إسرائيلي، وإصابة اثنين أخرين، أحدهما خطيرة.
هذا وزعم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن قواته نجحت في اعتقال منفذ العملية، بعد يومين ثلاثة أيام من الملاحقة المستمرة، تخللها اجتياح عدة قرى حول نابلس، وافتحام منازل السكان، واعتقال العشرات من قرى عقربة وترمس عيا.
العملية التي جاءت في توقيت حساس، وبالتزامن مع التوتر الحاصل بالقدس منذ بداية شهر رمضان، جسدت خلال وبعد تنفيذها، المتغيرات الحاصلة ميدانيا، وعبرت عن عدة تداعيات وأبعاد أمنية سياسية بالنسبة لإسرائيل وهي كالتالي:
التداعيات السياسية:
أولا: هذه العملية، تكشف حجم الرعب الإسرائيلي من حماس، حيث أن إسرائيل تزعم أن منفذ العملية محسوب على حماس، وتعتبر هذه العملية، بداية تحرر “الجن” الحمساوي من عنق الزجاجة ، وعودة حماس لرفع رأسها بالضفة.
ثانيا: العملية التي تأتي في ظل انعدام حكومة إسرائيلية مستقرة، وفشل متكرر للأحزاب في تشكيل الحكومة، تضع إسرائيل في معضلة سياسية، حول كيفية التعامل مع الفلسطينيين، والتدخل في شؤونهم الداخلية، خصوص بعد إلغاء الانتخابات الفلسطينية، التي كان لإسرائيل مثل مصر والأردن، دورا في إلغائها.
أخيرا: أهم الأبعاد السياسية لهذه العملية، هو الربط المباشر بين ما يحدث على جبهة القدس وجبهة غزة، وجبه الضفة الغربية، وعدم الفصل بينهم كما تفعل إسرائيل، وتسعى لثبيت ذلك، واستمرار وجود التخوف الإسرائيلي من وقوع عمليات أخرى في حال التدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية.
التداعيات الأمنية:
أولا: تؤكد نتائج العملية هشاشة الأوضاع الأمنية بالضفة الغربية، فرغم الكاميرات والقوات المنتشرة على كافة المحاور، الا أن منفذا واحدا نجح في تنفيذ عملية وسط مفترق محمي بالكاميرات ومحاط بقوات الجيش الإسرائيلي، ونحج في قتل وإصابة عددا من المستوطنين.
ثانيا: العملية تؤكد ضعف المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وعدم قدرتها على اعتقال منفذ العملية على مدار ثلاثة أيام، رغم أنه يعمل بشكل منفرد، وحيدا، وتلاحقه آلاف العناصر من الجيش الإسرائيلي والشاباك واليمام وغيرهم.
أخيرا: تشير المعطيات الإسرائيلية، الى أن السكان الفلسطينيين حاولوا مساعدة المنفذ بشكل غير مباشر، لمنع وصول الشاباك والجيش الإسرائيلي له، ورغم حصول إسرائيل على مساعدات أمنية من جهات رسمية، الا أن سكان قرى نابلس عبروا عن حجم وعيهم الوطني، ورغبتهم في الإسهام في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي.