اذا كنت تمتلك سيارة حديثة وتعتقد أن إغلاقك لها جيدا يبقيها في مأمن من السرقة، فإنك ستغير رأيك بعد أن تكتشف أن سيارتك تحتوي على كنز أغلى من الذهب، ويمكن أن يتم سرقته في أي وقت وبكل سهولة أيضا.
هذا الكنز هو معدن البالديوم الذي يستخدمه مصنعو السيارات من أجل الحدّ من معدلات انبعاث الغازات الملوثة للجو عند احتراق البنزين، والذي يصل سعره حاليا الى اكثر من الذهب بكثير و يوجد هذا المعدن بقطعة تقع تحت السيارة وتتصل بعادم السيارات اسمها المحول الحفاز أو (catalytic converters)
وسيكون لمحترفي سرقة السيارات الآن حافز أكبر ودافع آخر للقيام بهذه الجرائم. هم ليسوا في حاجة إلى كسر زجاج النافذة أو محاولة إلى فتح الباب، أو حتى رفع غطاء المحرك، فالمعدن الثمين يوجد فقط تحت السيارة، وما يحتاجونه هو مفك وأدوات بسيطة أخرى من أجل نزع هذا الكنز من السيارة بسهولة.
وقد شهدت سرقة هذه المحولات ارتفاعا ملحوظا في الفترة الأخيرة، دون ان يكشف مالك السيارة ذلك !
وقد تحتوي السيارات العادية أو الشاحنات الخفيفة أو الدراجات النارية ما بين 2 و 6 غرامات من المعدن النفيس، في حين أن سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الأكبر حجمًا قد تحتوي على أونصة تقريبا.
ما هو دور هذه القطعة في السيارة وكيف تعمل؟
من أجل تقليص الإنبعاثات السامة الصادرة من السيارات، أصبح المصنعون يقمومون بتركيب هذه على المحولات تحت السيارة وتقع غالبا تحت مقعد السائق، وتوصل مع عادم الغازات أو أنبوب طارد الغازات، وتم طلاء هذه المحفزات بطبقة رقيقة من معدن محفّز عادة ما يكون البلاتين أو الروديوم أو البالاديوم، وكلها من المعادن الثمينة· وتعتمد فكرة استخدام هذا التركيب على تعريض أكبر سطح من المادة المحفّزة لتيار الغازات المنبعثة من المحرّك، وخفظ انبعاث كل من أحادي أوكسيد الكربون، وأوكسيد الآزوت وثاني أوكسيد الأزوت وهي كلها غازات سامة وملوثة تساهم في تشكل الأمطار الحمضية والاحتباس الحراري.