"لاجىء عن لاجىء بيفرق| من لاجىء فلسطيني إلى لاجىء أوكراني..
لنا فروق التوقيت بين صورتين؛
بين لجوء بألوان الديجتال، ولجوء بالأسود والأبيض..
لنا تشردنا المزمن؛
ولك تشردك الطازج..
ولنا غبار الأرشيف؛
ولك نضارة الخبر العاجل..
لنا شيخوخة اللجوء وعجزها؛
ولك طفولتها الشقراء في دلع القارة العجوز، تدلك عظام ما كان من عظمتها على الحدود البولندية الأوكرانية..
لنا حرب أوروبا القديمة تكفّر عن ذنوبها على حسابنا؛
ولك طيش أوروبا ترسم خرائطها الجديدة بين جدار برلين، وجدار كييف..
لنا المنافي المزمنة؛
ولك المنافي المؤقتة في النفاق الأشقر بين غزو بلادك، وأنبوب الغاز بين موسكو وبرلين..
لنا لجوءنا الأسمر في اختلاف القارات؛
ولك لجوءك الأشقر في خلاف القارة الواحدة..
لنا بلادنا التي بلفها منا بلفور؛
ولك بلادك يدافع عنها حفيده "بوريس جونسون"..
لنا عصابات الهاغانا وشتيرن؛
ولك حلف الناتو يرسل لك السلاح بالبريد السريع..
لنا ضحايا أوروبا وحروبها، يقيمون دولتهم فوق عظام ضحايانا..
لنا وجع أوروبا القديمة تتفرج بعيون من شمع أزرق على نكبتنا العجوز؛
ولك معجزة القارة العجوز وقد نهض ضميرها من غفوته في جمعيات حقوق الإنسان في هذا النفاق الأشقر يصنف إنسانيته بين إنسان وإنسان..
لنا وجع أوروبا العتيق؛
ولك وجعك الطازج..
بين لجوء بألوان الديجتال.. ولجوء بالأسود والأبيض..
الكاتب الصحفي : خالد عيسى - السويد .



















