ضمرة يستذكر حوارًا مع ناهض حتر ويكشف عن مواقف الإخوان بعد اغتياله
استعاد رجل الأعمال الأردني المقيم في أرمينيا، هيثم ضمرة، ذكريات حوار جمعه قبل حوالي 16 عامًا، وتحديدًا في عام 2009، مع الكاتب والمحلل السياسي الراحل ناهض حتر في أحد مقاهي جبل اللويبدة بعمان.
وصف ضمرة تلك الفترة بأنه كان طالبًا على مقاعد الدراسة، وكان ناهض حتر بمثابة معلمه الذي تعرف من خلال لقاءات متعددة معه على تاريخ الأردن. وأشار إلى أن حتر كان من أبرز المدافعين عن الهوية الوطنية الأردنية، ودفع حياته ثمنًا لهذا الدفاع.
وخلال حديث شيق دار بينهما، تطرقا إلى موضوع تغيير المواقف بناءً على المصالح الشخصية، حيث نقل ضمرة عن حتر قوله: "الاعتذار من شيم الرجال والاعتذار أهم من الخطأ نفسه"، مضيفًا بالحرف الواحد: "خير الخطائين التوابون".
استذكر ضمرة المرحلة الأخيرة من حياة حتر، والتي بدأت بعد مشاركته محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبرته جماعة الإخوان المسلمين آنذاك مسيئًا بسبب الخلاف السياسي بينهما. وذكر أن الجماعة حرضت عليه عبر منابرها المختلفة، على الرغم من أن حتر اعتذر علنًا وسلم نفسه للقضاء إيمانًا منه بعدالة القضاء الأردني.
إلا أن منابر الإخوان، بحسب ضمرة، لم تتوقف عن التهويل ضد حتر، معتبرًا أنهم "بأبسط تقدير لا يؤمنوا بعدالة القضاء الأردني وفضلوا اغتياله برصاصة غادرة أمام قصر العدل، من خلال تحريضهم وتعبئة الشارع الأردني".
ولفت ضمرة إلى أنه بعد أن قبضت السلطات الأردنية على أفراد الخلية الإرهابية التي نفذت عملية الاغتيال وكشفت مخططاتهم، لم تتنصل جماعة الإخوان التي ينتمي إليها أعضاء الخلية من تلك الأعمال، بل بررتها بحجة "دعم المقاومة"، ولم تكتف بذلك بل طالبت الأردن عبر فصيل مسلح مرتبط بها خارج البلاد بالإفراج الفوري عن الخلية الإرهابية.
وتساءل ضمرة مستنكرًا: "لماذا لا يعمل الإخوان ما أمر به الدين الإسلامي ويعترفوا بخطائهم حيث أن ';خير الخطائين التوابون'; كما استند له ناهض حتر، رغم إنه مسيحي؟"
وختم ضمرة بالقول إن الفرق بين ناهض حتر وجماعة الإخوان يكمن في أن حتر "كان لا يفرق بين الدين المسيحي أو المسلم، كان يحارب لأجل الأردن، أما هم فلا يؤمنون بأبسط أدبيات الدين الإسلامي ويحاربون الأردن".