لا غرابة فيما نسمع عبر وكالات الانباء من بيانات ومواقف
فالموقف القطري بتعليق دوره في المفاوضات الغير مباشرة بين حماس والكيان
لم يأتي بشكل اعتباطي بل مبني على أسس منسجمة مع الموقف الاستراتيجي لدولة قطر
فدولة قطر من اوائل دول الأطراف التي قامت بالتطبيع مع دولة العدو التزاما منها بصفقة القرن وتمرير خطة صفقة القرن الأميركية
ودولة قطر نجحت في استخدام جماعة الإخوان كقوة سياسية إجتماعية لتعزيز مسارات الفوضى والفتنة بما تعارف عليه باسم الربيع العربي في كافة البؤر التي اشتعلت نيرانها فيه
ولكن ما حصل مع قطر في النتيجة النهائية بأن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر
فرغم وجود اهم قادة حماس الاخوانيبن في قطر الا أنهم لم يستطيعوا الهيمنة على قرار الميدان في غزة والضفة فبرز الشهيد اسماعيل هنية كقائد معتدل نسبيا مقبول من رجال الميدان وكتائب القسام وقيادتها
وكذلك لم تستطع تركيا أن تتحمل مواقف القائد الشهيد صالح العاروي على أراضيها وطلبت مغادرته استانبول
فلذلك استطاعت حماس أن تنهج نهجا فكريا وسياسيا جوهره حركة تحرير وطني بعيدا عن التشوهات التي حصلت في داخل تنظيم الجماعة ونأت بنفسها عن التنظيم الدولي وأخذت طابعا فلسطينيا مقاوما
فكانت النتائج بأن قيادة التنظيم الجديدة والمؤمنة بروح المقاومة وجوهرها وإعادة نسج علاقاتها السياسية دوليا وإقليميا ومحليا مع تيار المقاومة بكافة أطرافه فتم تطبيع العلاقات بين حماس وسوريا وتطورت العلاقات بين حماس وإيران وقد عبر عن ذلك الشهيد محمد السنوار في خطابه داخل غزة عندما شكر سوريا الاسد على دعمها للمقاومة وشكر إيران كحليف مهم للمقاومة في مواجهة العدوان
وانعكس ذلك على الروح الجهادية للمقاوميين وشد من أواصر الوحدة بين فصائل المقاومة في الداخل الفلسطيني
وبناءا عليه لم يكن عبثا أن تقوم باغتيال الشهيد صالح العاروري في الضاحية الجنوبية
ومن ثم اغتيالها للشهيد اسماعيل هنيه في طهران اعتقادا منها أنها بهذا الفعل الانتحاري الغادر تستطيع القضاء على حماس ولكن صدمت المشروع التامري التفاوضي جاءت عندما اختارت القائد الشهيد محمد السنوار قائدا لمشروع المقاومة الاكثر صلابة وفشل المسعى القطري ومجموعة دول التطبيع برسم نهجا سياسيا سهل التعامل معه في السير بالطريق السياسي التي تم بناؤها قطريا كوكيل عن دول التطبيع الابراهيمي
ورغم ترافق هذا الضغط السياسي والضغط ال صه يوني والتدمير والتجويع والقتل إلا أن المقاومة لازالت تشكل حالة صمود اسطوري في اشرس حرب تخوضها الدولة اللقيطة وحلفائها
ومن يراقب ارض الميدان بعد استشهاد أسطورة المقاومة يحيي السنوار في داخل غزة والضفة الغربية يقراء في كل يوم درسا جديدا في المقاومة والسياسة
فدول التطبيع العرب التي تفاوض الأميركي والصهيوني زادت من نشاطها واقتراحاتهاالتي تهدف للاستسلام وليس السلام مترافقة مع ضغط عسكري في الميدان من قتل وتدمير وتجويع ونقص في الأدوية وتدمير للمنشأت العلاجية بكافة أشكالها حتى وصلت بهم الأمور لاعتقال خيرة الأطباء وبالأخص اطباء العظام
ولم نجد موقفا عربيا مشرفا يواجه هذه التحديات بل كثرت المقترحات لالغاء دور حماس المقاوم وإسقاطها من معادلة الحرب والسلام
وراهنت قطر ان يتم انتخاب رئيسا لحماس من رموز قريبة منها سياسيا
وذلك تحت الضغوط الاميركية والاسرائيلية بان تعيد قطر رسم سياستها انسجاما مع دورها في محاولة تطويع حماس للقبول بشروط الأمر الو اقع في الاستسلام
وحاولت فطر وبالتعاون مع السيسي إنجاز ذلك
إلا أن التسريبات التي تمت عن أن هناك نية لحماس باختيار خليل الحية كرئيس للمكتب السياسي أحبط مسعاهم ورسخ النهج المقاوم لحماس
فلذلك صرحت قطر بتعليق دورها في المفاوضات وتواترت الانباء من وكالات الانباء العالمية بأن قطر ستغلق مكتب حماس في قطر وتطرد قادة حماس منها فجاء النفي القطري بالقول هذه الأخبار غير دقيقة
فما على حماس الا أن تفكر اين الدقيق في هذه الأخبار فقطر ليست سورية العربية وليست لديها القراءة والكفاءة أن نقول لبلينكن لن نقبل هذه الشروط كما قالت سورية لوزير خارجية أميركا قبل اندلاع فتنة الفوضى بسوريا لن نقبل شروطكم بإغلاق مكاتب المقاومة في سوريا وسيتم دعم سورية لتكون مركزا محورا في المنطقة العربية والاقليم بأسره
وفي الختام أعتقد جازما بأن حماس اختارت طريقها ورسمت معادلة الصراع والمقاومة لا يمكن أن تهزم وحسابات الربح هو في المقاومة وحماية نهجها وحسابات الخسارة هو الانصياع لمشروع التطبيع الابراهيمي
وبناءا عليه فمسيرة الشهداء لن تنتهي ولكنها ستقودنا نحو النصر الاكيد
اترك تعليقاً