أسعد الله اوقاتكم بكل خير، والعافية لقلبك وبدنك، ثم العافية والسلامة بأذنه تعالى للوالد والوالدة الكريمين.
للأمانة منذ الظهيرة أعيش حالة حرد اتجاه الذات، وشجب واستنكار اتجاه نفسي، والسؤال الذي يسيطر على عقلي:
هل خذلناك يا أبا فيصل؟
هل أتعبناك يا رجل؟
هل صرت حقا تحتاج إلى عائلتك الصغيرة، والى الأبناء الذين يكبرون بعيدا عنك؟
ونحن الذين كنا نظن بأننا العائلة الكبيرة، فينا أب وأم وأبناء وأخوة وأخوات لك.
أقدر لو أن الأمر مجرد استراحة لأيام ثم العودة، وقد فعلتها سابقا واحترمنا وجعك وعزلتك وخصوصيتك وتركناك على راحتك ندعو في الغيب أن تعود لنا في أمان.
أتستقيل؟
أنت مثل الذي يغافلك بطعنة في القلب ولا تعلم لماذا وكيف.
اي والله أني أشعر بألم الطعنة في كبدي وقلبي، وانا الذي لو استقال كل رجالات الاردن من مواقعهم ما تذوقت مرارة الطعم مثلما تذوقته اليوم.
لقد هزتني الرسالة ومعي كل الذين يؤمنون بأن هذا المشروع لم يبدأ بعد، وان ما مضى الا (تحماية) وتجربة تحتاج أن نقرأها ونستخلص منها ما يقوي (عودنا) للأيام القادمة، وان تقود بنا ثورة على الذات تنقي حزبنا وتجربتنا من الخطأ، وتدعم مفاصل الوهن التي انكشفت، وتخلصنا ممن يطل على حزبنا من النافذة مثل عابر سبيل لا روح فيه ولا وفاء عنده ولا انتماء.
له يا ابو فيصل !!
ايطيب لك أن تقترف الحرام بحقنا،
بحق مشروعنا؟
لا والله لا يطيب لك ذلك، وستنكر علي هذا القول، لكن تعال لاقول لك:
ان مغادرتك الأن، وبهذه الصورة، ستثقل كاهلنا، وأخشى أن لا أحد لديه القدرة، وليس لديه مثل (منكبيك- ما شاء الله) ليحمل المشروع.
المشروع الذي قد يثقل قلبك، ويثقل على عائلتك الصغيرة، لكنه يحتاج وجودك من أجل العبور العظيم إلى حيث يكون لإرادة الحضور الذي يستحق.
دير بالك يا رجل.
لا تكسر ظهورنا، بعد أن عرفتنا وعرفناك، وائتمناك، (وعقدنا الشماغ) ووضعناه في رقبتك، واظنك تعرف المعنى، وتعلم ما نريد.
خذ وقتك في الراحة، وأستفتي قلبك، وشاور الكرام والديك، واطلب الاذن من أسرتك، فهم جميعا لن يبخلوا علينا بك.
ودمت لمحبيك.
اترك تعليقاً