الدكتور محمد عبدالستار جرادات
تتجاوز الرياضة كونها مجرد منافسة رياضية لتصبح جسرًا يربط بين الشعوب، معززة قيم التعاون والمحبة والتفاهم. ومع انطلاق تصفيات آسيا لكأس العالم 2026، يلتقي المنتخب الأردني بنظيره العراقي اليوم ١٤-١١-٢٠٢٤ في مباراة كرة قدم على أرض العراق الشقيق في ملعب البصرة تكتسب أهمية كبيرة على أكثر من صعيد. إن هذه المباراة ليست فقط حدثًا رياضيًا، بل تمثل فرصة لتعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، والتأكيد على الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في توطيد الروابط الثقافية والإنسانية بين الشعوب.من جانب آخر، قامت الحكومة العراقية بتوفير تسهيلات للمشجعين الأردنيين الراغبين في السفر إلى العراق لمتابعة المباراة، حيث تم إعفاءهم من الحصول على تأشيرات دخول عبر منفذ طريبيل البري، مطار بغداد الدولي، مطار النجف ومطار البصرة، وذلك دون الحاجة لتأشيرة وبمجرد إظهار جواز السفر والتأكد منه وضمن فترة زمنية معينة وإقامة حتى ٢٠-١١-٢٠٢٤ وتم تخصيص ٥٠٠٠ تذكرة للأردنيين لحضور المباراة وتشجيع منتخبهم. هذه المبادرة تعكس رغبة العراق في تعزيز العلاقات مع الأردن، وتقوية الروابط بين الشعبين، كما تسهم في تسهيل التنقل بين البلدين بشكل يعزز التفاعل الثقافي والرياضي.وفي الأردن، وتأكيدًا على أهمية هذا الحدث الرياضي، نشكر وزارة الشباب على تنظيم عرض للمباراة عبر شاشات ضخمة في أماكن محددة، أبرزها مدينة الحسين الرياضية – عمان، مدينة الحسن للشباب – اربد ومدينة الأمير محمد للشباب – الزرقاء. هذه المبادرة تهدف إلى تشجيع الجمهور الأردني والجمهور العراقي على الحضور ومتابعة المباراة في أجواء من الوحدة والروح الرياضية. فالرياضة هنا ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل هي وسيلة لتقوية النسيج الاجتماعي وتشجيع التعاون بين أفراد المجتمع.إن تأثير هذه المبادرات لا يقتصر على الجوانب الرياضية فقط، بل يمتد إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين. فعلى الرغم من التحديات الاقتصادية التي قد تواجهها المنطقة، توفر مثل هذه الفعاليات فرصة لتعزيز السياحة الرياضية، وتدعيم الحركة التجارية من خلال جذب الزوار والمشجعين من مختلف الأماكن. وعليه يتوجب الاهتمام الدائم بأنواع الرياضات المختلفة والمشاركة الفعالة للارتقاء بوطننا وسمعته على مستوى العالم وعكس اثرها الإيجابي على جميع المجالات.تظهر الرياضة هنا في أسمى صورها، حيث تجسد القيم التي يجب أن تسود في مجتمعاتنا: التعاون، الاحترام، والروح الرياضية. بغض النظر عن نتائج المباراة، فإن الأهم هو الدروس التي نستخلصها من هذا التفاعل المشترك بين الأردن والعراق. هذه المباراة تمثل خطوة أخرى في تعزيز الروابط الأخوية بين الشعبين، وتؤكد أن الرياضة تبقى أداة قوية لبناء السلام والتفاهم بين الأمم.نتمنى الفوز لفريق النشامى ونتطلع لمشاركتهم في كأس العالم. ونحن متأكدون أنهم “رافعين راسنا ” مهما كانت النتيجة. حمى الله الأردن،
حمى الله الملك و ولي عهدة الامين.
اترك تعليقاً