اخيراً سيكون في اقليم الجنوب مركز للسكري فهذه خيرة الخيرات ونعمة لن يقاسمهم فيها ولن ينافسهم عليها أحد، فلن يأتي مريض السكري من عمان أو اربد ليقاسمهم نفع هذا المركز، لقد إنتظرت محافظات الجنوب بصبر هذة اللحظة التي حانت قبل عام ونيف عندما وضع سمو الامير الحسن بن طلال حجر الأساس لفرع المركز الوطني للسكري في حرم جامعة مؤته.كان الهدف من إنشاء المركز تقديم خدمات صحية شاملة و متكاملة لمرضى السكري في اقليم الجنوب حيث تجاوزت نسب الاصابة بالسكري 11- 15% من إجمالي سكان كل واحدة من المحافظات الاربع.يأتي هذا المشروع الذي تبنى فكرته معالي البروفوسور الدكتور كامل العجلوني حيث كانت فكرة بناء مراكز للسكري في مخيلته منذ ثلاثة عقود وكان حلمه بناء مركز للسكري في إقليم الشمال وآخر في إقليم الجنوب حيث بدأت الفكرة عندما أظهرت دراسة أجريت في تسعينيات القرن الماضي في بلدات الصريح وصخرة والمزار الجنوبي أن نسب الاصابة بالسكري وارتفاع التوتر الشرياني والسمنة واختلاط الدهون مرتفعة وصلت حوالي 13%، وتبين لاحقا أنها في ازدياد مضطرد، اذ يقدر بأن ربع الاردنيين مصابون بالسكري.ومن معرفتي المتواضعه للبروفوسور العجلوني وذلك إبان تبنيه وقيادته لأنشطة الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الامراض غير السارية عام 2011 حيث كان لي شرف عضوية اللجنة الوطنية التي تم تشكيلها لإعداد ومتابعة هذه الاستراتيجية، كنت واثقا من أن الرجل لن يتخلى عن فكرة مراكز للسكري في الاقاليم إسوة بالمركز الوطني في العاصمة لن يترك هذة الفكرة بدون تنفيذ فقد وعد فأوفى فنفذ، ولعلي أتذكر كلماته عندما حاولت مرة غبراء ويتيمة أن أتفلسف–متسائلا من أين ستدبر تمويل هذه المراكز معاليك؟ كانت اجابتة بأن مشكلتنا في الاردن ليست في ق?ة المال ولكنها في قلة حيل بعض الرجال، ولعلي هنا أضيف أنها ايضا في ضعف المتابعة والاصرار.واليوم والاردن يشارك العالم الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للسكري والذي يصادف سنويا في الرابع عشر من تشرين الثاني، و شعار هذا العام » كسر الحواجز وسد الفجوات » يؤكد التزام الدول بالحد من خطر الإصابة بمرض السكري، وضمان حصول جميع الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري على العلاج والرعاية الشاملة والميسورة التكلفة والجودة. فقد تمت ترجمة الشعار هذا العام من خلال بشرى أبناء محافظات اقليم الجنوب وخاصة السكريين بخبر طرح عطاء بناء مركز السكري في حرم جامعة مؤته، أقولها صادقا شكرا بالإنابة عن جميع السكريين والمؤ?لين ليصبحو سكريين في اقليم الجنوب، معالي العزيز ابو صخر «ما قصرت» ومبارك للسكريين مركزكم وعلى بركة وتوفيقه وخير إن شاء الله.هذا المركز سيكون خطوة جيدة في إطار تعزيز الرعاية الصحية في هذا الاقليم، ولعلها فرصة لتشجيع الحكومة على الوفاء بالتزاماتها لتطوير الخدمات الصحية في هذا الاقليم، كما سيوفر هذا المركز العلاج النوعي والدعم للمرضى، مما يسهم في تقليل مضاعفات المرض وتحسين جودة الحياة، بالتأكيد سيقدم هذا المركز مجموعة من المزايا والخدمات الطبية المتكاملة من خلال عيادات متخصصة في داء السكري ومضاعفاته، الغدد الصم وأمراض أخرى مثل القلب والأعصاب والعيون وغيرها من التخصصات بحكم طبيعة مضاعفات هذا المرض، وسيتيح للمرضى الحصول على رعاية شا?لة و فحوصات دقيقة تشمل على سبيل المثال لا الحصر قياس مستوى السكر في الدم، فحص السكر التراكمي وفحوصات الغدد الصم وفحص الاعصاب والقدم السكرية وغيرها من الفحوصات الضرورية، أنا واثق بأن معالي أبو صخر ونائبة الاستاذ الدكتور محمد الخطيب لن يتركا المركز بدون مختبرات طبية متقدمة، مما يساعد في تشخيص الأمراض ومضاعفاتها ومراقبة الحالات الصحية بشكل فعال، وسيتمكن المرضى من استخدام تقنيات مثل قياس السكر المستمر وتركيب مضخات الأنسولين لتحسين إدارة مرض السكري، و سيقوم المركز ايضا بتقديم خدمات تثقيفية للمرضى حول كيفية إدار? المرض والتغذية الصحية وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وأسرهم لمساعدتهم في التعامل مع تحديات المرض.من المتوقع ايضا أن يساهم المركز في تخفيف الضغط على المستشفيات العامة في اقليم الجنوب وسيتمكن المرضى من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة دون الحاجة الى السفر إلى العاصمة واحيانا المبيت فيها.كل هذه المزايا ستعزز من جودة الرعاية الصحية المقدمة لمرضى السكري في إقليم الجنوب، مما يسهم في تحسين نوعية حياتهم وتقليل مضاعفات المرض، أما الأهم، ونحن ننتظر فترة الانتهاء من البناء وتجهيز البنية التحتية التي حددها العطاء بحوالي عامين ان يتم البدء بإعداد الكوادر البشرية المتخصصة على غرار مركز السكري في عمان من حيث الكفاءة والتفاني والاخلاص في العمل والتي نامل ان تكون محور إهتمام المركز الوطني للسكري وكلية طب جامعة مؤته و وزارة الصحة، ولعلها همسة في أذان كل من رئيس الجامعة وعميد كلية الطب وعميد كلية الدراسات?العليا للبدء في الابتعاث الخارجي والداخلي لاعداد أخصائيين بحجم حلم أقليم الجنوب.خاتمة الكلام، مبارك لمحافظات الجنوب هذا المركز الاقليمي لعلاج السكري والغدد الصم وهنيئاً للسكريين هذا الانجاز والحمد لله على سلامتهم من مشوار السفر الى العاصمة عمان، لانه وحسب معلوماتي لا يوجد أو يتواجد أخصائي سكري وغدد صم على مساحة المنطقة الجغرافية الممتدة من الدوار السابع في عمان وحتى حدود الاردن جنوبا مع السعودية في المدورة جنوب العقبة.أمين عام المجلس الصحي العالي السابق
اترك تعليقاً