باختصار شديد، لقد لخص جلالة الملك عبدالله الثاني الحالة القائمة في المنطقة في كلمة تاريخية أمام قادة القمة العربية الاسلامية الطارئة وأمام العالم بعبارة واحدة هي أننا (لا نريد كلاماً بل نريد أفعالاً).ورغم هذا الإيجاز الكافي، لكن جلالته ركز أكثر على الوضع الإنساني في غزة والضفة وحتى في لبنان، وركز في سياق حديثه على ما يقلق الأردن في هذه الأيام وهو مصير القدس وباقي المقدسات وكأنه يشير الى تهديدات بعض المسؤولين في اسرائيل بإجراء تغييرات ديموغرافية أو عمليات ترانسفير جماعية لأهل الضفة الغربية على حساب سيادة الأردن كنوع من سيناريو تصفية القضية.لكن ما لفت النظر ومما لا شك فيه فقد كان فيصل كلام جلالته يتلخص في حثه الجميع على المساهمة ومن الأن في تأسيس جسر مساعدات إنسانية عاجل، لأن الوضع هناك بنظر جلالته خطيراً للغاية، وهذا هو الذي ينقص أهلنا في الوقت الحالي.أما فيما يتعلق بالشأن السياسي وملف وقف إطلاق النار فإن لا أحد ينكر جهود جلالته والأردن في هذا الإطار، فهذا الأمر لا يمكن أن يحققه الأردن وحده لأن الحالة كما وصفها جلالته أكبر وأخطر وتتطلب جهداً عربياً واسلامياً ودولياً، هذا أصلاً سبب حرص جلالته على حضور هذه القمة شخصياً وكان من أوائل المتحدثين بالقمة، فالموضوع في نظر الأردن لم يعد يحتمل التأجيل أو السكوت، خاصة وأن هناك إدارة أمريكية جديدة قادمة سوف تتولى إدارة الأزمة بطريقة قد تكون مختلفة عن الإدارة الحالية، التي وجودها ربما يشجع اليمين الاسرائيلي على خوض المزيد من التطرف بحق أهلنا هناك في ظل صمت المجتمع الدولي على انتهاكات اسرائيل للقانون الدولي طيلة أكثر من سنة، فالمستقبل القاتم والغامض يجعل الأردن حريصاً على ضرورة بلورة موقف عربي إسلامي داعم تلافياً لأي تداعيات قد تؤثر على مستقبل القضية الفلسطينية وتأثيراتها على مصير حل الدولتين الذي يعده الأردن هو الحل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط
اترك تعليقاً