حدّد جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش أمام مجلس الأمة، الأهداف الرئيسيّة للعمل والبناء في المرحلة المقبلة، في ظلّ هذه المرحلة غير السّهلة، والتي تكادُ تكون الأكثر خطورة على المنطقة عموماً وفلسطين خاصّةً، إضافةً لانعكاساتها الخطيرة التي قد تترتّبُ على الأردن.وركز جلالته في الخطاب، على التمسك بالهوية الوطنية الأردنية والتحديث السياسي والاقتصادي، ودعم الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.كما عبّر الخطاب عن الاعتزاز بالهوية الأردنيّة والانجازات الوطنية، داعياً للمضي قدماً نحو المستقبل بثقة وأمل، وذلك بالتركيز على أنّ الإنسان محور أساسيٌ للتنمية، وهذا يفسَّرُ أنه دعوة غير مباشرة للجميع بالعمل بروح الفريق والتغلب على التحديات والصعاب التي قد تشكل عقبات أمام مسيرة التطوير والتحديث.وفي إطار التّحديث السياسيّ ركز خطابُ العرش السّامي، على أهميّة دور الأحزاب في الحياة السياسية، وتوسيع المشاركة وصولاً إلى شرائح المجتمع بكامل أطيافه وألوانه، والتي تجسّد الرغبة الملكيّة والالتزام المطلوب لمواكبة المتغيرات وتحديات العصرِ المتسارعة، إضافة إلى دعوة مجلس النواب إلى تعميق التّعاون البرلمانيّ مع الحكومة ومؤسّسات الدولة كافة، وإرساء مبادئ الديمقراطيّة على أُسس شفافة وصريحة، ونبذ الخلافات الضيّقة التي تبنى على مصالح شخصية تُضِرُّ بالمجتمع والعمل العام.أمّا في التحديث الاقتصادي، فقد ركّز الخطابُ على ضرورة النهوض بقطاع الشباب الذي يمثّل السوادَ الأعظم من الشّعب الأردني، وضرورة تحقيق معدلات نمو اقتصاديٍّ مرتفعة خلال السنوات العشر القادمة، والتركيز على اقتصاد المعرفة بتطوير القدرات البشريّة والارتقاء بالتدريب المهني والتقني؛ تماشياً مع متطلّبات العصر، وسعياً لخلق فرص عمل جديدة لمكافحة البطالة، وانتشال الشباب من مستنقع انتظار «الوظيفة» التي باتت حلماً يراود آلاف الشباب الاردنيين.وقد ركّز الخطاب أيضاً على الإصلاح والتّحديث الإداري ومكافحة الفساد، وتحقيق العدالة بين فئات المجتمع، وتكافؤ الفرص، وتعزيز الشفافية في مؤسسات الدولة المختلفة، مجدّداً التأكيد على الثوابت الوطنية ومبادئها وعدم التفريط بها تحت أيّ ظرف، ما يفسّر الحرص والتمسك الملكي باستقلال القرار الأردني، وعدم الرضوخ لأيّة ضغوط خارجية تتعارض مع مصالح الوطن العليا، وإعادة التذكير والتأكيد على الموقف الأردني الثابت من القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني، والتمسك بخيار السّلام الذي يعد هدفاً استراتيجياً لاستعادة الحقوق كامل?ً، الأمر الذي يعكس التزام الاردن بخيار حل الدولتين.وأكد الخطابُ على مواصلة الدعم الأردني للاهل في غزة في ظلِّ الحرب الوحشيّة التي يشنّها جيش الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من عام، وعلى الدور الكبير والفعّال الذي يضطلعُ به الجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية في هذا الجانب، ما يُعزّز مكانة المملكة كداعم رئيسي لحقوق الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي، وتعزيز السّلام والاستقرار في الاقليم.ومثّل الخطاب رسالة للجميع بضرورة التكاتف والعمل معاً لمواجهة الأخطار والتحديثات الإقليمية والدولية، لا سيّما في ظل الحرب الإسرائيلية على لبنان وقطاع غزة، فالخطاب شكَّل خارطة طريق لمستقبل الأردن للمرحلة المقبلة، تستند على أركان التحديث السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والتي تقوم على كاهل الأردنيين كافة تحقيقاً للمصلحة العامة بما يعود بالنفع على الوطن والأفراد
اترك تعليقاً