نظمت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية “أرض” وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، جلسة حوارية بعنوان: “دور الجهود الأردنية في دعم صمود النساء في النزاعات المسلحة والحروب”.وبينت الأمينة العامة للجنة، المهندسة مها علي، أن الحملة تعقد هذا العام تحت شعار: “معا للحد من العنف ضد النساء والفتيات في السلم والحرب”، وتتناول أشكال العنف المختلفة؛ ومنها العنف الأسري والاقتصادي والسياسي والرقمي، بالإضافة إلى العنف في الحروب والنزاعات، مؤكدة حرص اللجنة على تنفيذ برنامج الحملة لهذا العام بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الوقاية والحماية من العنف من خلال عقد سلسلة من الفعاليات في عمان وإربد والزرقاء والكرك.وأوضحت أن الجلسة الحوارية تتناول المعاناة المضاعفة للنساء في قطاع غزة في ضوء ما يشهده من إبادة جماعية وكارثة إنسانية، مؤكدة أن الجلسة خُصصت لإبراز الجهود الأردنية الكبيرة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم الأشقاء الفلسطينيين في تقديم وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، ودور النساء الأردنيات في دعم الجهود الوطنية من خلال تقديم العون الطبي والنفسي.وفي هذا الصدد، أثنى ممثل الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، نيكولاس بورنيات، على تلك الجهود، مشيرا إلى أن الأردن أصبح النقطة المركزية للاستجابة في تقديم المساعدات الإنسانية والطبية وإدخالها لقطاع غزة؛ خاصة في ظل التضييق الكبير في دخول المساعدات للقطاع.واستعرض بورنيات أوجه التعاون بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والخدمات الطبية الملكية، والمساهمة في المبادرات التي تم الإعلان عنها لتقديم الدعم الإنساني والطبي لقطاع غزة.وأوضح أن العالم يقترب من الذكرى السنوية الـ 25 لقرار مجلس الأمن الدولي حول المرأة والأمن والسلام 1325 العام المقبل، الذي يُشير إلى أن النساء يتأثرنّ بالنزاعات والحروب بشكل مختلف، ولكنهنّ بذات الوقت يجب أن يكون لهنّ دورا مهما في عمليات صنع القرار بتجنّب الصراعات والحروب وإحلال السلام وإعادة الإعمار، ولكن بالرغم من ذلك شهدنا في العام 2023 نحو 170 نزاعا مسلحا حول العالم، و 612 مليون إمرأة يعانين من آثار هذه الصراعات، وهو رقم ضخم يعكس حجم المعاناة.وشارك في الجلسة الحوارية، التي ناقشت دور المرأة في مناهضة العنف الواقع على النساء في النزاعات المسلحة، من خلال تقديم خدمات الدعم الطبي والنفسي، رئيسة رابطات الطبيبات العربيات، الدكتورة ميسم عكروش، ومستشارة النسائية والتوليد الدكتورة أسيل الجلاّد، ورئيسة الهيئة الإدارية لجمعية ضحايا العنف الأسري داليا الفاروقي، فيما أدرات الجلسة منسقة الشبكات في منظمة “أرض” إيمان أبو قاعود.وسلطت عكروش الضوء على منصة الصحة النفسية لمتضرري الحروب والكوارث في البلدان العربية التي أطلقتها الرابطة العام الحالي، لافتة الى أن المنصة جاءت كمبادرة لمعالجة الأبعاد النفسية التي تسببها الحروب والكوارث في البلدان العربية، حيث تقدّم المنصة خدمات علاجية مجانية على أيدي مختصين في العلاج والطب النفسي من مختلف الدول.من جهتها تحدثت الجلاد عن تجربتها في تقديم العون الطبي في قطاع غزة، متناولة دور الطبيبات الأردنيات في دعم القطاع الصحي في غزة، ووضع النساء والفتيات الغزيات ومعاناتهنّ جراء الحرب.واستعرضت الجلاّد حجم المخاطر الصحية والاحتياجات الهائلة للغذاء وللأدوية والمطاعيم، وللخدمات الصحية المخصصة للنساء والفتيات في قطاع غزة، مشيدة بالنسبة الأكبر من الفرق الطبية الأردنية العاملة في قطاع غزة، ما يؤكد الدور المهم الذي يقوم به الأردن في دعم ومساندة الأهل في غزة.إلى ذلك، تناولت الفاروقي دور مؤسسات المجتمع المدني في التصدي للعنف الواقع على النساء ودعم صمودهنّ في الحروب والنزاعات، مشيرة إلى الدور الذي قامت به الجمعية من تقديم الدعم النفسي للضحايا والمرضى من قطاع غزة الذين جاءوا للأردن للعلاج ومنهم مرضى السرطان.وحضر الجلسة الحوارية عدد من السيدات النوّاب، وممثلون وممثلات عن المؤسسات الرسمية والعسكرية والأمنية ومؤسسات المجتمع المدني الأعضاء في تحالف الخطة الوطنية لتفعيل قرار مجلس الأمن 1324 حول المرأة والسلام والأمن.
اترك تعليقاً