تميز الخطاب الملكي بافتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة بمضمون ورسائل ملكية ترسم حدود الحاضر والمستقبل، اعادة تأكيد على ثوابت انشاء الدولة الأردنية، وقدرتها على مواجهة التحديات بسبب ايمانها الراسخ بقيم العدالة والمساواة والانتماء، فالفقرة عنوان هذه المقالة لتعيد التذكير والتأكيد على استقلالية الهوية الوطنية الأردنية العظيمة التي نسج أهدابها أصحاب هذه الأرض المباركة بسياج من المحبة والاخلاص، بحرص دائم وتضحيات متواصلة للوصول للمكانة المستحقة للأردن الغالي الساكن في القلوب، خصوصا لموقعه الجغرافي الذي يمن?ه بُعدا آخر يحتاج للمزيد من الحرص والبذل والمتابعة، ومخاطبة جلالة الملك لممثلي الشعب بمناسبة الحدث السنوي الأهم بالتقاليد الدستورية الأردنية وهو افتتاح الدورة العادية لجلسات مجلس الأمة بحلته الجديدة، هي رسالة واضحة بضرورة العمل للمحافظة على هذا المستوى الذي تحقق لبناء المزيد الذي يمنحه القوة والمناعة ضد التحديات التي أصبحت مصدر قلق ومحاور الحديث لأصحاب الأجندات والصالونات ذات النوايا بتبنيها سياسات لا تعكس الواقع أو الحقيقة أو تترجم أحلام البعض بنرجسيتها، فالرهان على الشعب الأردني ومدى انتمائه لوطنه، تحكيه?التصرفات اليومية التي تنبع من رحم العفوية بحب هذه الأرض المقدسة، العظيمة بأهلها؛ الأرض التي يحكمها الهاشميون بعدالة وتسامح وسلم وسلام، كانت وما زالت المأوى للشعوب التي ضاقت فيها ظروف العيش وحرمت من الاستقرار.هناك تأكيد بالمضمون على العروبة الصادقة النابعة من روح السماحة التي يتمتع فيها سكان هذا البلد العظيم، الذي يؤمن بالتشاركية والتعددية والاعتدال، لا يقطع الأمل ولا يصرف الوعود، بل يؤمن بالعمل على أرض الواقع ضمن الامكانات المتوفرة، وله في ذلك رسالة واضحة وحكمة ترصف الطريق باعتماد كل يوم من أيامه بداية لمستقبل نصنعه بإيمان وعزيمة ثبات، يترجم النوايا الساكنة في العقول، لأنه يؤمن أننا جزء مهم من هذا العالم وعلينا واجب للمحافظة على هذا الجزء ضمن المنظومة المحيطة، فلن نسمح لأحد بالاقتراب من أرضنا أو العبث بمقدراتن? أو المساومة على حقوقنا، بل ولن نسمح بالتمادي مهما كانت أشكاله ولن نكون وكلاء للغير لفرض شروط أو نقل رسائل، نحن مهد التسامح والصدق والأقدر على تقدير مصالحنا التي لن نساوم عليها بل ولها أولوية مقدسة بأجندتنا على مختلف المستويات، فمحالاوت الضغط والابتزاز سيكون مصيرها الفشل لأن صلابة هذه الأرض من إيمان ساكنيها، والقيادة الهاشمية لهذا الوطن قد منحته مناعة وقوة ضد التحديات، وعلى من اختلطت عبث أفكاره بأوهامه أن يراجه ذاته وقراءة تاريخ هذا الحاكم والشعب، ليدرك مدى الانسجام والتلاحم.احترام هذا الوطن لذاته واستقلاله ممثلا بقيادته وشعبه، ليست دعوة أو رسالة تضمنها البعض، بل هي سلوك فطري يدعمه التركيب الجيني للفرد الأردني منذ التكوين والولادة، فمؤشرات التحليل تبرهن صفاء الوفاء والانتماء، رسالة أمينة لإحترام الذات، لن تتغير فقراتها أو دستوريتها مهما حاول البعض التشكيك أو اظهار غيرة مشكوك فيها، لن يصيبها الوهن أو المرض، فنحن شعب عظيم نعيش فوق أرض مباركة، وقد أقسمنا بلسان واحد عهدا أمام الله والقائد، بأننا الأوفياء والمخلصون لخدمة هذا الوطن ونقوم بالمهمة الموكلة لنا بأمانة وخير قيام، وللتذكي? فهو المحتوى لقسم ممثلي الشعب ببداية مشوارهم الرقابي كسلطة تشريعية، فكان لهم فقرة واضحة من الخطاب الملكي لهذه الجزئية.ربما تأكيد الثوابت ضرورة حتى يستوعبها البعض بسبب ضيق المساحة التي يفكر فيها، فنحن شعب قد أقسمنا بأن لن نسمح لأحد بالعبث بالمحتوى أو المضمون لقدسية الدولة الأردنية، لأن الهوية واضحة وخارطة الطريق تحكي خطواتها، لن نسمح بفرض شروط أو أمر واقع أو فتح صفحة من التحديات يدون فيها فكره بلغته وطريقة تفكيره، فهذا الأردن العظيم هو الثابت، ومن يجتهد لحبه واستقراره فهو مرحب به، وحذاري من الاقتراب من محرماته؛ مراجعة التاريخ بحديث صفحاته تحكي قصة بناء الأردن وللحديث بقية
اترك تعليقاً