أقامت عائلة الرفاعي حفل تأبين؛ وفاء لذكرى رحيل رئيس الوزراء الأسبق زيد الرفاعي في قصر الثقافة بمدينة الحسين للشباب مساء اليوم الأربعاء، بحضور رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، وعدد من الأمراء والأميرات ورئيسي مجلسي الأعيان والنواب ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ورؤساء الوزارات السابقين وعدد من الوزراء والأعيان والنواب ورجالات الدولة واشتمل حفل التأبين على كلمات، استذكر فيها المتحدثون مناقب الفقيد ومسيرته في الخدمات الكبيرة التي قدمها المرحوم الرفاعي في مواقع المسؤولية التي شغلها في محطات مهمة من تاريخ وطننا.وفي كلمة لسمو الأمير الحسن بن طلال، ألقاها نيابة عنه عريف الحفل الشاعر حيدر محمود، استذكر فيها مناقب الفقيد، مشيرا إلى أن المرحوم زيد الرفاعي خدم في الميادين السياسية والدبلوماسية قرابة نصف قرن من الزمان، وكان أصغر رئيس حكومة عمرا.وذكر سموه أن المرحوم الرفاعي كان من الفاعلين في عملية البناء والتطوير، وأمضى سنوات عمله في المضمار السياسي، وفي الإسهام في رفعة الأردن وإعلاء اسمه في المحافل الدولية.وأشار سموه إلى أن أكثر ما يذكره بالمرحوم هو روحه الطيبة، وسمعته الرفيعة، أثناء إدارته ورئاسته لمجلس الأعيان، وتمثيله للأردن في الخارج.وقال رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، في كلمته، أن الرفاعي عاش حياةً مليئةً بالأحداث، وظلَّ رفيقَ الراحلِ العظيم الملكِ الحسينِ طيّب الله ثراه، على طريقِ بناءِ مملكةٍ أساساتُها متينةٌ، وجذُورها ضاربةٌ في العمق، محميةٌ من كلِّ المخاطرِ والتحديات.وقال “رحلَ عن عالمِنا عميدُ السياسيينَ الأردنيين، وعميدُ رؤساءِ الحكومات، والمخضرمُ الذي تعلمَ في بيوتِ الحكمةِ، فكان العنيدَ في كلِّ موقفٍ تعلَّقَ بقيمةٍ وطنية، ليسطِّرَ قصةَ سياسيٍ أردنيٍ تمسَّك بمبادئِه وثوابته الأردنية”.وأكد الدكتور حسان أن المرحوم زيد الرفاعي أتقنَ العملَ العام، فكانَ مستبصِراً بالسياسةِ الخارجيةِ، عميقاً في قراءاتِهِ لتطُّورِ الداخلِ ومستجداتِ المراحلِ، مؤكدا أنه شكَّلَ حالةً فريدةً أثناءَ عملِهِ في مختلفِ المواقعِ، والتزامِهِ بأدبياتِ اعتزالِ العملِ السياسي، ليكونَ مرجعاً في الثقةِ والثبات والحكمة.وفي كلمة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، قال فيها نجتمع اليوم لنستحضر سيرة شخصية وطنية كبيرة وفريدة، نستحضرها بقلوب يعتصرها الألم، حيث أوجعنا فقدها ورحيلها، فهو من أبرز رجالات الوطن وأبنائه المخلصين، صاحب سجل حافل بالعطاء والعمل والاجتهاد، لرفعة الوطن وخدمة العرش الهاشمي في مختلف المجالات، السياسية والبرلمانية والدبلوماسية، إنها سيرة المرحوم بإذن الله تعالى، دولة الأخ الكبير زيد الرفاعي أبا سمير رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.وأضاف نقف اليوم، بكل احترام وإجلال، أمام سيرة رجل دولة وسياسي محترف، ودبلوماسي ابن مدرسة الهاشميين، نستذكره معا، رجل دولة مليء بالحكمة والمعرفة، وشخصية رفيعة تتسم بالأدب والخلق الرفيع، شخصية لم نعرف عنها يوما، أن تراجعت عن مبادئها الأساسية، وإيمانها المطلق بأن الأردن رقم صعب، عصي على الاختراق والعبث بأمنه واستقراره.وأضاف أن الفقيد رجل الدولة الكبير، كان أحد الشخصيات المركزية في الحياة السياسية الأردنية، حيث آمن طيلة حياته السياسية، وفي مختلف مواقع العمل العام، بقوة الدولة والحرص على نهوضها وشموخها، وخلال مسيرته واجه خصومه، بصبر وفروسية، وترفع عن الصغائر، ونبذ الصالونات السياسية، وحافظ على صورة رجل الدولة الكبير، وصاحب الإرث الثري في خدمة وطنه وقيادته، ومسيرته أصبحت اليوم جزءا من تاريخ الأردن، وهي حافلة بالإنجازات والمواقف الشجاعة، التي كانت تصدر عن إيمان عميق متأصل بالأردن ورسالة قيادته.من جانبه، أشار رئيس المحكمة الدستورية القاضي محمد الغزو أننا نجتمع في هذا اليوم لتأبين قامة من القامات الوطنية ورجل من رجال وحماة الدولة الأردنية وجندي من جنود العرش الملكي الهاشمي وقائد حكيم صادق ومخلص وأمين وصديق وأخ ارتقى إلى بارئه مطمئنا راضيا مرضيا فعز علينا وداعه وفراقه.وقال تتملكنا مشاعر الاعتزاز والفخر بسيرته المعطرة بعبق البذل والعطاء في سبيل ثرى هذا الوطن وتطوره ونمائه ورفعته ورخائه ورخاء الشعب وإرثه المديد من الإنجازات التي سطرت ذكرى خالدة في ذاكرة الوطن وتاريخه فكان هو للإخلاص والعمل الجاد الدؤوب عنوانا وحكاية ولعلنا ندرك النشأة الوطنية لدولته وترعرعه في كنف أسرة كريمة مشبعة بالمبادئ والقيم العربية الأصيلة ومن لدنه ورث إخلاص الوطن والانتماء للقيادة الهاشمية وتولدت لديه السمات القيادية فكانت بدايه مسيرته السياسية مبكرة في زمن كثرت فيه التحديات وكانت أكبر من الأحلام.من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور رجائي المعشر سلام على روحك الطاهرة يا فقيدنا الغالي سلام على روح من لم نرَ منه إلا كل عشق لتراب الأردن وكل ولاء صادق أمين لقيادته الهاشمية سلام على روح من لم نر منه إلا عزة النفس وحب العطاء ورفعه الخلق.وأضاف تربطني بفقيدنا الكبير الذي كان أخا وفيا وصديقا مخلصا وناصحا أمينا، فقد كان رجلاً قلّ نظيره ليس فقط في صداقته وعاطفته وإنسانيته بل في كل أوجه حياتي، مضيفاً لقد عرفت الفقيد منذ زمن طويل ولطالما نهلت منه وكنت أعجب بسعة أفقه وقناعاته التي ظل متمسكا بها إلى الزفير الأخير من حياته حيث أمضى أكثر من نصف قرن في خدمه الوطن وبأقصى درجات الولاء والانتماء للعرش الهاشمي.الوزير والعين الاسبق رجائي الدجاني قال إن الحديث عن الراحل الذي تربطني به صله وثيقه استمرت لعقود تمثل بحق واجبا اعترف به تفرضه علي مكانه الفقيد وإنجازاته الوطنية ومسؤولية أخلاقية تحتم على من يسرد شيئا من سيرته أن ينصفه حقه.وأضاف فأن تكون رئيسا للوزراء أربع مرات وسفيرا ووزيرا وأمينا عاما للديوان ورئيسا للديوان الملكي الهاشمي ورئيسا لمجلس الأعيان لعدة دورات وحاصلا على العديد من الأوسمة بما في ذلك وسام محبة الأصدقاء وكل من عرفك يعكس بأن الفقيد رجل دولة وطنية من القامات الكبيرة.وزير الداخلية الأسبق نايف القاضي قال إن الفقيد الكبير قامة وطنيه ورجل دولة من الطراز الأول ومن مدرسة سياسية ودبلوماسية لها وزنها ومزاياها الفريدة وتأثيرها الكبير في الحياه السياسية الأردنية لقربها من فكر وعبقرية جلاله المغفور له الملك الحسين بن طلال.وأضاف أن الفقيد الرفاعي السياسي والدبلوماسي الكبير الذي رافق الملك الحسين بن طلال في مسيرته الطويلة بحلوها ومرها وكان الرفيق المخلص الذي آمن بالأردن ورسالة الهاشميين، وعرف في أوساط الأردنيين بأنه الرفيق الأقرب لجلالته، وأنه من ألمع السياسيين الذين اكتسبوا ثقه الملك ومحبته وتقديره واتسموا بالشجاعة والإقدام في كل المواقع التي شغلوها وتمتعوا بصدق الولاء للعرش والجرأة في الدفاع عن مصالح الأردن وشعبه العظيم، كذلك عرف عنه أنه لم يتخذ بحياته عدوا واحدا، لكنه كان يتألم عندما يكتشف أن أحدا من الناس قد اتخذ منه عدوا وهذا لا يعني أنه ليس له خصوم في السياسة لأن هذه الخصومة لا قيمه لها عنده فهي في النهاية لا تتعدى خلافا في الرأي والاجتهاد، وهكذا يفهم هو تلك الخصومة.من جانبها، أكدت الوزيرة السابقة الدكتورة رويدا المعايطة نجتمع اليوم في حفل تأبين الراحل الكبير دولة المرحوم زيد الرفاعي الرجل الذي شكل علامة فارقة في مسيرة الوطن وحظي بمكانة كبيرة في نفوس أبناء الشعب الأردني الأبي نظراً لحرصه على مصلحه أبناء وطنه خلال تنقله في المواقع السياسية العديدة فالرجالات والعظام قدرهم أن يولدوا وينشأوا في بيوت العز والمجد ويعاصروا في طفولتهم أحداثا وظروفا تزيدهم خبرة ووعيا.من جانبه، أكد الشيخ حمزة منصور لا يخفى عليكم أن الراحل من سليل عائلة كريمة لها حظ وافر في السياسة والعلم والأدب مما أهل الكثيرين من رجالاتها لنيل ثقه ملوك بني هاشم فأسدوا إليهم مهام جليلة في السياسة والإدارة والدبلوماسية فظلوا على الدوام حاضرين في المشهد السياسي والاجتماعي.وأضاف أن الفقيد كريم النفس دمث الخلق حسن المعشر يألف ويؤلف وفيّا للعرش الهاشمي ولأصدقائه ومعارفه وقد عُهد إليه بتشكيل أربع حكومات وبرئاسته مجلس الأعيان على مدى 12 عاما ورئاسة الديوان الملكي وتمثيل الأردن في عدد من الأقطار العربية والدولية وبمهام عديدة.وفي كلمة عن آل الفقيد، ألقاها نجل الفقيد رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، قدم فيها الشكر والعرفان للأسرة الأردنية الواحدة التي “قدمت مشاعر صادقة وكريمة خففت من المصاب وكانت خير عزاء في فقدنا الوالد الغالي”.وأضاف لقد لمسنا بكل ما في الكلمة من دفء ومودة معنى الأسرة الواحدة الكبيرة المتكافلة الأسرة التي أعزها الباري سبحانه وتعالى بخير قياده وخير جند على أرض بارك الله فيها.وقال إن هذا اللقاء في ذكرى ابن بار من أبناء الأردن المنيع أردني نذر روحه وحياته وجهده وعمله لخدمه الأردن الغالي وقيادته المباركة وشعبه النبيل فعاش وقضى جنديا مخلصا، حيث كان واحدا من أبناء جيله ومن ثقافة جيله ومن وعي جيله جيل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، جيلا أدرك أن حجم الأردن لا يقاس بمساحته ولا بعديد سكانه ولا بموارده ولكن بعزيمته ورسالته.وختم، نقف احتراما لهذا الجيل المخلص الذي سلّم الراية والأمانة لجيل عبد الله الثاني حفظه الله وأيده بنصره المبين، ليواصل خلف قياده جلالته الحكيمة مسيرة التحديث والعزم والأمل وليبقى علم الأردن أبد الدهر خافقا في المعالي.وتم خلال الحفل عرض فيديو عن سيرة المرحوم السياسية والمواقف والمناصب التي تقلدها، إضافة إلى فيديو بعنوان: “دولة زيد الرفاعي كما عرفه أصدقاؤه ومحبوه ومن عملوا معه”، تحدث فيه عدد من السياسيين والاقتصاديين والعسكريين تناولوا فيه الكثير من المواقف واللحظات التي مرت عليهم برفقة الفقيد
اترك تعليقاً