قال السفير التايلندي في عمان سوباك برون تورا، إن الأردن وتايلند عملا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1966 بلا كلل ولا ملل لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والشعبية بين البلدين.
وأضاف “إننا سنطلق في العام المقبل، مشروعًا لتعزيز التجارة والاستثمار في الأردن، يتضمن زيارات ولقاءات لكبار المسؤولين ورجال الأعمال البارزين في البلدين، لاستكشاف الفرص وتعزيز التعاون بهدف تسهيل التجارة والاستثمارات وتسهيل طريقة ممارسة الأعمال التجارية في تايلند”.وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة العيد الوطني لبلاده، أننا الآن بصدد الانتهاء من مذكرة التفاهم بشأن المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين، والتي تشكل آلية مهمة لتعميق التعاون وتعزيز الحوار المستمر بين البلدين حول مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.وأكد أن الجانبين لديهما مجالات واسعة من المصالح المشتركة، ويركزان على تعزيز التعاون التنموي والفرص الاقتصادية وأهمية قضية الأمن الإقليمي والعالمي، فضلاً عن تغير المناخ والتنمية المستدامة، والتي من شأنها تحقيق الرخاء والاستقرار في المنطقة.وأشار إلى أن لجنة رابطة دول الآسيان في عمان (ACA)، التي ترأسها تايلاند حاليًا، عقدت عدة زيارات واجتماعات مع مسؤولين أردنيين بهدف تعزيز التعاون في أبعاد مختلفة مع الأردن ومع رابطة دول الآسيان ودول الآسيان على الصعيد الفردي.وبين أن حجم التجارة بين البلدين منذ بداية العام الحالي وحتى تشرين الأول، بلغت 147.01 مليون دولار أميركي، مضيفا أن حجم التجارة يزداد باستمرار بين البلدين على الرغم من انخفاض حجم التجارة هذا العام بسبب الوضع المؤسف في غزة، ولكننا متفائلون بأن حجم التجارة سيعود إلى طبيعته وسيزداد في المستقبل.وبين أن الأردن من أفضل الوجهات التعليمية للطلاب التايلانديين المسلمين، حيث يوجد حاليًا نحو 350 طالبا تايلنديا يدرسون في الجامعات الأردنية، وهناك جمعية للطلبة التايلنديين في الأردن تعمل بشكل وثيق مع السفارة لتنظيم العديد من الأنشطة، بهدف تعزيز تجربة المعيشة والتعلم في الأردن بالإضافة إلى تعزيز مهاراتهم في مجالات عدة.
وقال “إننا ممتنون للأردن لمنح الطلبة التايلنديين ميزة دفع الرسوم الدراسية بالسعر المحلي في مجالات الدراسات الإسلامية واللغة العربية، ما حفز المزيد من الطلاب التايلنديين على القدوم إلى الأردن”، مشيرا إلى أن السفارة أطلقت مشاريع لدعم الطلاب للتكيف مع العيش والدراسة في الأردن، كما أن تايلند تقدم أيضا منحا دراسية للطلاب الدوليين ومنهم الأردنيون للدراسة في الجامعات التايلندية الرائدة.وفي مجال التعاون السياحي قال السفير، إن تايلند واحدة من الوجهات السياحية المفضلة لدى الأردنيين، مشيرا إلى أن عدد السياح الأردنيين الذين زاروا تايلند منذ بداية العام الحالي وحتى تشرين الأول، بلغ حوالي 14300سائح، مقارنة بـ 9200 سائح لنفس الفترة من العام الماضي، حيث يمثل هذا الرقم زيادة بنحو 54 بالمئة.وبين أن تايلند في تموز الماضي، منحت إعفاءً من التأشيرة للزوار القادمين من 93 دولة، من ضمنها الأردن، كما تم تسهيل السفر بين البلدين من خلال الرحلات الجوية المنتظمة، إضافة إلى وجود رحلة مباشرة بين عمان وبانكوك مع الخطوط الجوية الملكية الأردنية، ورحلات جوية إلى الوجهة المفضلة بوكيت مع الخطوط الجوية القطرية والإمارات والعربية للطيران، ما سهل السياحة وعزز الروابط بين الجانبين.وعرض لدور وكالة التعاون الدولي التايلندية في تقديم المساعدات التنموية في الأردن، ومن أبرزها تقديم دورات فنية قصيرة الأمد ودورات ماجستير في مجالات مختلفة، مبينا أنه على مدى السنوات الخمس الماضية، استقبلت تايلند 21 مشاركًا من الأردن في دورات التدريب الدولية السنوية لوكالة التعاون الدولي التايلندية.وتشجع تايلند إلى الاستفادة من فرص التدريب والمنح الدراسية، خاصة منح برنامج الدراسات العليا الدولي التايلاندي (TIPP)، حيث تعمل هذه الفرص على تعزيز بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية للأردن، وتخلق أساسًا قويًا للاتصالات بين الناس بين البلدين، مضيفا أنه في عام 2025، ستلبي مواضيع الزمالة لـ AITC وTIPP مجموعة أوسع من احتياجات التنمية، بما في ذلك فلسفة اقتصاد الاكتفاء (SEP)، وتغير المناخ والقضايا البيئية، والصحة العامة، والزراعة والأمن الغذائي، ونموذج الاقتصاد الدائري الحيوي الأخضر (BCG).وبين أن بلاده تتابع بقلق عميق الأوضاع في غزة وتدعو أطراف الصراع إلى وقف جميع الأعمال العدائية على الفور وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وإطلاق سراح جميع الرهائن ومنهم التايلنديون، وتوفير المساعدات الإنسانية المستدامة والامتثال للقانون الإنساني الدولي للتخفيف من الأزمة الإنسانية.وأكد السفير، دعم تايلند للحوارات الصادقة والبناءة بين فلسطين وإسرائيل بهدف إيجاد حل سلمي متفق عليه بشكل متبادل، بما يتماشى مع حل الدولتين.وأشاد بدور الأردن في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، فضلاً عن دوره المثير للإعجاب كدولة مضيفة للاجتماع التنسيقي العربي في تشرين الثاني، لتهدئة توترات الصراع المذكور.
وأكد أن تايلند دعمت وكالة (الأونروا) من خلال تقديم مساهمات لها منذ عام 1978، وهي ملتزمة بتقديم مساهمة مالية سنوية قدرها 40 ألف دولار أميركي للفترة 2022-2026 للسماح للأونروا بتقديم المساعدة في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، مشيرا إلى أن تايلند قدمت مساعدة مالية إضافية للأونروا مرتين في تشرين الثاني 2023 وتموز 2024، بمبلغ 80 ألف دولار أميركي و50 ألف دولار أميركي على التوالي استجابة لنداءي الأونروا العاجلين.وحول العيد الوطني لتايلند قال “منذ أجيال، يُحتفل باليوم الوطني التايلندي في الخامس من كانون الأول، وهو ذكرى ميلاد جلالة الملك الراحل بوميبول أدولياديج، حيث إنها مناسبة سعيدة توحد جميع التايلنديين في تقديم الاحترام العميق لملكنا الحبيب، ومنذ وفاة جلالته في عام 2016، واصلنا الاحتفال بالخامس من كانون الأول باعتباره يومنا الوطني وكذلك عيد الأب، تكريمًا لتفانيه الدؤوب في رفاهية الأمة التايلاندية طوال فترة حكمه”.وأشار إلى وجود نحو 900 مواطن تايلندي يعيشون ويعملون في الأردن، معظمهم من الطلاب والعمال الوافدين، مؤكدا اهتمام تايلند برعاياها في مختلف انحاء العالم
اترك تعليقاً