لندن: قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن بدء “هيئة تحرير الشام” السورية هجومها على مدينة حلب في نفس اليوم الذي وافقت فيه إسرائيل وميليشيا حزب الله على وقف إطلاق النار لإنهاء القتال في لبنان، لم يكن من قبيل المصادفة.
وأضافت، أن “تأثير الدومينو الذي بدأته حماس في السابع من أكتوبر 2023، لا يزال يتردد في أنحاء الشرق الأوسط، إذ أسفر هذا الأسبوع عن سقوط مذهل للرئيس السوري بشار الأسد”، وفق تعبيرها.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن “حزب الله” أخطأ في تقدير الموقف عندما سارع إلى مساعدة حماس بالحرب في غزة، عبر فتح جبهة على الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة، والذي يفصل اللبنانيين عن إسرائيل.
وأضافت، أنه بعد ما يقارب العام من الهجمات المتبادلة عبر الحدود، التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الناس من منازلهم، صعّدت إسرائيل حملتها في سبتمبر الماضي وتمكنت من القضاء على جزء كبير من هيكل قيادة حزب الله في الغارات الجوية، بما في ذلك أمينه العام حسن نصر الله، ودفعت مقاتلي الميليشيا بعيدًا عن منطقة ترسيم الحدود في هجوم بري.
ووفق الصحيفة، فإنه “بعد شهرين، أخبرت طهران حزب الله أنها لا تستطيع تحمل المزيد من الخسائر، فكانت الموافقة على وقف إطلاق النار بشروط مواتية لإسرائيل”.
وتابعت، أن “إيران احتاجت إلى حزب الله منذ مدة طويلة في سوريا المجاورة أيضًا، حيث لعبت الميليشيا اللبنانية، جنبًا إلى جنب مع القوات الروسية، دورًا فعالًا في بقاء نظام الأسد عندما كان على وشك السقوط عام 2015، ولكن بعد أن استنزفته الحروب مع إسرائيل وأوكرانيا، لم يكن أي من الجانبين راغبًا أو قادرًا على مساعدة دمشق هذه المرة”.
وحسب الصحيفة فقد شعرت “هيئة تحرير الشام” مع مظلة من الميليشيات المدعومة من تركيا والمعروفة باسم الجيش الوطني السوري، بأن هناك فرصة للرهان على أن حلفاء الأسد ضعفوا وانعدم لديهم التنظيم، فتحركت نحو حلب، وفقًا للتقارير، لإحباط هجوم مخطط له من قبل النظام على معاقلهم في شمال غربي سوريا، فيما لم يبد الجيش أي مقاومة تذكر”.
وترى الصحيفة البريطانية، أن سقوط الأسد يقطع فعليًا طريق الأسلحة والمواد والأفراد من طهران إلى “حزب الله”، خاصة إذا ظلت القوات الكردية السورية، التي وسعت سيطرتها على الحدود الصحراوية بين سوريا والعراق، في مواقعها بدعم من الولايات المتحدة، وهو ما سيضعف حزب الله، المعزول بالفعل، بشكل أكبر، ويجعله أكثر عرضة للهجوم أو التسلل الإسرائيلي”.
ولكن الأهم من ذلك أنها لن يكون لإيران وجود أو تأثير مباشر على حدود إسرائيل. وقد تركز بدلًا من ذلك على برنامجها النووي، لكن إعادة انتخاب دونالد ترامب، الذي نسق سياسة “الضغط الأقصى” تجاه طهران خلال فترة ولايته الأولى، يعني أن خامنئي سيضطر إلى المضي قدمًا بحذر.
اترك تعليقاً