الحرق شكل من أشكال الموت البشعة وقد يكون ابشعها على الإطلاق.هناك فرق بين الحرق والاحتراق فيمكن ان يشب حريق لخطأ او لقلة تدبير او لغياب الاحتياطات لكن الحرق عمل يقوم به فاعل وصل من الكره والحقد والغضب والعداء ما يدفعه للقيام بهذا الفعل.بالرغم من بشاعة هذه الافعال فقد حصلت في أماكن وفترات سابقة بدوافع الكراهية والابادة والانتقام وفي ميادين المعارك وبفعل الاعداء وهمجيتهم.. اما ان تحصل في الاردن وفي المكان الذي وجد للايواء والرعاية والرحمة فهذا ما يضع العقل في الكف.الخبر ليس مزعجا فحسب بل انه يحدث بركانا من الغضب في قلب كل من احب ويحب هذا الوطن وكل ما فيه من خير وعطا، في بلد شعاره “الإنسان اغلى ما نملك”.استمعت الى لقاء معالي وزيرة التنمية الاجتماعية على وسائل الإعلام وحديثها عن التحقيق والأرقام وسرعة استجابة الدفاع المدني ونقل من تبقى منهم الى دارات شما وتذكرت دار الرعاية التي كانت في الاغوار في نهاية القرن الماضي وتقرير محمد أمين سقف الحيط وغضب جلالة الملك الحسين يرحمه الله على الاوضاع التي اظهرها التقرير، واعرف ان موضوع الإنسان وصحته وسلامته وحاجات البقاء والحماية والتنمية أولويات لجلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا.حقيقة الامر ان قطاع الفئات العمرية لقيت الكثير من الاهتمام في عهد جلالة الملك، فتوسعنا في تعليم ما قبل المدرسة وشملت المطاعيم كل الأطفال لكننا لا نزال بحاجة الى المزيد من العمل فالتنمية الاجتماعية ملف تنموي محوره الإنسان، وغايته حمايته وتحسين نوعية الحياة اكثر من البيانات والمعلومات والتشريعات التي تحكم العمل فيه، نحتاج الى ان نرى الناس بقلوبنا.من المؤسف ان يقع هذا الحادث الأليم في بلد يشهد فيه المكان على استعداد الناس للعطاء والتضحية.الرحمة لروح الذين رحلوا من الضحايا، واعان الله كل الذين أصيبوا وفجعوا جراء هذا الحادث البشع.. ونتمنى ان نتجاوز اثار ما حصل على كل الأصعدة والمستويات
اترك تعليقاً