شخصيا ، و على المستوى الدولي من المعجبين برئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ، بحكمته ،و بسلوكه القيادي كزعيم دولة عظمى ، و أحب الاستماع اليه باللغة الروسية مباشرة ، و ممارسة النقد البناء و بموضوعية وسط ما أستمع إليه ،و هو الأمر الذي لا يفسد في الود قضية . وكما هو معروف فإنه ، أي الرئيس بوتين لم يجتمع بالرئيس المخلوع بشار الأسد بعد سقوط نظامه ، لكنه سيجتمع به قريبا ، وهو الذي منحه في عاصمته موسكو اللجوء الإنساني دون التدخل بتفاصيل الحالة السورية التي كشفتها ثورة تنظيم هيئة النصرة بقيادة أحمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني بعد الوصول لدمشق ، و على مستوى ترهل الجيش العربي السوري ، وبسبب العقوبات الأمريكية الغربية، و تسليط الأجهزة الأمنية السورية لمطاردة الشعب السوري ، و زج نسبة كبيرة منه في السجون وفي مقدمتها سجن ( صيدنايا ) الكبير المرعب الذي شهد إعدامات و اعتقالات و اغتصابات من غير وجه حق و بصورة غير شرعية . فأصبحت الحالة الإنسانية تنسحب أيضا على الشعب السوري المظلوم من قبل نظامه السابق المتطرف ، وهو الذي تركه رئيسه 24 عاما مهملا ، و برواتب وتقاعدات ضعيفة ، وغادر برفقة شقيقه ماهر المتهم بتصنيع المخدرات و بالأدلة الدامغة ،إلى جانب أعداد كبيرة من عائلته العلوية ،و بعد سحب 130 مليار دولار من المصارف المالية في سوريا ،وهو ما أكده اللبناني السياسي – وئام وهاب – الوسيط السابق بين إسرائيل و ماهر الأسد عبر دول عربية و أجنبية عدة سنوات . و الشرع زعيم النصرة يطالب سويسرا بإعادة 12 مليار دولار لخزينة الدولة السورية سبق أن أودعها الرئيس السابق بشار الأسد هناك .كما سبق لروسيا أن صممت قرار مجلس الأمن 2254 لأنتقال السلطة في دمشق وهو الذي رفضه الأسد لكي لا يكشف أسرار نظامه كما يبدو ،وطالبت أمريكا حاليا بتعديل اقرار . وهاهي ايران تقطع النفط الخام عن دمشق و تتعهد السعودية بتزويدها به ،وكل ذلك يجري بعد الطلب من ايران مغادرة سوريا .و بالمناسبة ، فإن أمريكا التي اقتربت حديثا من زعيم هيئة النصرة أحمد الشرع عبر (باربارا ليف ،و روجر كارستينز، و دانيال روبنشتاين ) ، اتضح لها بأنه لاعلاقة له و هيئة النصرة بتنظيم القاعدة و داعش الإرهابيتين ، اللتان طلقهما عام 2017 طلاقا نهائيا وجذريا ،و بأن اقترابه منهما كان غير مقصود،و بأنه لن يكون معاديا لأمريكا ، و لن يحارب إسرائيل ، لكنه يساند وحدة الأراضي السورية ، و بناء سوريا الحديثة ، و يتضمن حديثه عودة الجولان – الهضبة العربية السورية المحتلة عام 1967 ، و اقامة علاقات طبيعية مع كافة دول الجوار العربي و الشرق أوسطي ، ومع الدول الكبرى وفي مقدمتها روسيا الاتحادية ، فرفعت العقوبات عنه. و أقترح هنا على سيادة الرئيس بوتين التحدث مع الأسد الأبن في موسكو حول ضرورة إعادة أموال الدولة السورية المنهوبة من قبل نظامه ،وهو الأمر الذي سيرطب العلاقات الروسية – السورية ،و يفتح المجال أمام ابقاء قاعدتي ” حميميم ” و ” طرطوس ” العسكريتين الروسيتين في مكانهما الاستراتيجي الدولي في سورية ،وهما العاملتان هناك منذ عامي 1971 و 2015 .الرئيس بوتين ومن خلاله مؤتمره السنوي من وسط قصر الكرملين الرئاسي ،وحديثا الخميس بتاريخ 19 /12 / 2024 ركز على العوامل الناهضة ببلده روسيا الاتحادية العظمى عبر محاور ( الأقتصاد ، و الحرب في أوكرانيا ،و العلاقات مع الغرب ، و الأوضاع في سوريا ) . فكشف النقاب عن استقرار الاقتصاد الروسي ، و عن حالة النمو الطردية و بالنسب المئوية ، فلقد بلغ النمو في روسيا حسب قوله 3،9% هذا العام 2024 ،وسوف يصل إلى 4% ،و إلى 8 % خلال عامين مقارنة ب 5% في الولايات المتحدة الأمريكية و 1% في أوروبا ، و البطالة في أدنى مستوياتها منذ سنوات 2,3% ،و بأن التضخم تحت السيطرة ، و نمو في الصناعات التحويلية وصل إلى 8% . وما أعرفه شخصيا من خلال زيارتي المتكررة لروسيا ،و الحديث هنا لي ، هو بأن جودة الصناعات المحلية الروسية ماعدا الجلد ليست بمستوى الصناعات الصينية و الأوروبية ،و مصانع عديدة وطنية روسية لم تعد تعمل ، و شوارع مدن الدرجة الثالثة الداخلية و بنسب مئوية ليست بسيطة ترابية غير معبدة ، والفساد المالي موجود لكنه تحت السيطرة القانونية في معظمه ، وسلم الرواتب و الأجور يتفاوت بين العاصمة موسكو و المدن الروسية الأخرى بشكل ملاحظ ،و اختفاء للعنف العنصري من شوارع روسيا بعد رفع القانون عليهم ، لكن الأمن الروسي في شوارع عتمات الليالي لازال محتاجا لرفع جهوزيته . وتعامل البنوك الروسية الرسمية و لا أتحدث عن الزراعية مع الدولار و اليورو لازال صعبا و متشددا في حالة الحاجة لتصريف العملات الأجنبية للروبل الروسي .وعن الحرب في أوكرانيا تحدث الرئيس بوتين بوجود تقدم عسكري روسي في جبهات ميادين القتال ، و هو صحيح و ملاحظ ، و تطور عسكري تكنولوجي روسي يستخدم في الحرب الان و في مقدمته صورايخ ” أريشنيك ” الحديثة الفتاكة ،و هو الذي أرعب الجانب الأوكراني المحارب و الغرب ، نعم صحيح .و أنتقد بوتين دعم الغرب لأوكرانيا -كييف – و رفض المفاوضات ، في زمن افتقاد ” كييف ” للشرعية و الحلول الوسطى . و شخصيا أضيف هنا ، بأن نظام زيلينسكي أخطأ عندما اختار الحرب بداية بعد إصغائه لبريطانيا – باريس جونسون و أمريكا – جو بايدن عبر انقلاب ” كييف ” عام 2014،و التوجه لنشر المراكز البيولوجية ذات العلاقة بكوفيد 19 ، و بأنتاج أكثر من قنبلة نووية بالتعاون مع الغرب ، و وبالتطاول على المكون الأوكراني و الروسي في شرق و جنوب أوكرانيا ، و بعدم الأصغاء لصناديق الأقتراع في القرم و الدونباس – لوغانسك ، و دونيتسك ، و في زاباروجا و خيرسون ، و باستهداف الصحفيين الروس في ميادين القتال ووسط العمق الروسي ، و بتحريك المسيرات و الصواريخ الغربية الصنع إلى داخل الجغرافيا الروسية ،و بقصفه المستمر للمدن و القرى الحدودية الأوكرانية – الروسية ،و بتقديمه الحرب على السلام ، و بقناعته بخطة النصر الفارغة الغربية التصميم . و السلام الممكن بين روسيا و ” كييف ” الواجب أن يقتنع به زيلينسكي و الغرب هو سلام الجانب المنتصر الروسي ، و تتطلع روسيا في حربها الدفاعية للوصول لنهر الدنيبر تحصينا و حماية للدونباس . وعلى ” كييف ” – زيلينسكي ، أن تأخذ العبرة من التاريخ المعاصر ، من انتصارات روسيا على نابليون بونابارت عام 1812 ، و على أودلف هتلرعام 1945، و رفع العلم السوفيتي فوق ” الرايخ – البرلمان – الألماني ” ،وكيف قابلت هزيمة اليابان المعتدية بالسيطرة على جزر( الكوريل ) و إلى الأبد .لم تخسر روسيا في سوريا بعد هزيمة الأسد كما صرح الرئيس بوتين ،وهو الذي حماها طويلا بين أعوام 2000 و 2024 من الأرهاب و الإنهيار،ومن التغول الإسرائيلي تحديدا رغم القصف المتتابع من طرفها للمواقع الايرانية في سوريا ، و تفاوض في موضوع بقاء قاعدتي ” حميميم و طرطوس ” الروسيتين العسكريتين. وخدم الأسد روسيا في المقابل في تثبيت موقعها الاستراتيجي الدولي في سوريا ، و بالوقوف إلى جانبها في حربها الدفاعية التحريرية داخل أوكرانيا ،و بضم إقليم “القرم ” ، و بإعتبار اللغة الروسية الثانية رسميا في سوريا . و تناقض في التصريحات بين كبيرة الدبلوماسية الأمريكية باربراليف حول حتمية انتقال قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا المدعومة من أمريكا ،و بين قول للرئيس أوردوغان بضرورة وقف الدعم الخارجي عن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية بعد سقوط نظام الأسد . دعونا نراقب
اترك تعليقاً