من أبجديات الحياة التي تغلف سلوكياتنا أن الخطأ والشك والفشل واقع مؤلم ونتيجة حتمية لبعض من محاولاتنا، لكنها لم تدرج بقاموس حياتنا بل لم نعترف بوجودها، ظروف صحيحة تترجم المدخلات ونتائجها، والمؤسف بعدم وجود اعتراف بهذا الأمر أم المكابرة بانتصار ونجاح بل وأكبرها بوجود هذا الخلل أو الخسارة نتيجة اخفاق الآخرين بأداء مهمتهم عمدا أو بعفوية دون مساهمة بهذا الاخفاق، فنحن نراهن على النجاح المطلق الدائم حتى لو بأذرع وجهود الآخرين، الذين نقاتل بالوكالة عنهم، هناك تفاوت كبير بنسبة استخدام معطيات هذه المعادلة الحياتية بين الشعوب والأفراد، تنعكس على واقعها ومستقبلها، فالنجاح هدف يسعدنا تحقيقه، ولكن الاخفاق واقع ودرس يعلمنا كيف ننجح بالمحاولة القادمة بعد معالجة أسباب الفشل والاخفاق اذا رغبنا واعترفنا شريطة أن تكون هناك حياتية تأخذ بالاعتبار جميع النتائج المتوقعة بصدر رحب.الحاضنة الحقيقية لمعظم تصرفاتنا وأخطائنا تتغول على الغير بالكثير دون تقديم دليل على جهد يبذل خصوصا للفئة التي ارتضت لنفسها بناء سور من العرابين القادرين على تزوير الوقائع والتلاعب بالمسميات لتسند الفشل لفعل الغير وتبرره بعاطفة النسيان أحيانا من باب التغيير وتحديداً للمسؤولين الذين هبطوا على الكرسي بمنطاد خاص وبالمقاس، فجرأة القوم بالاعتراف مهلهلة لأن كشف الحقيقة أو المصارحة أو محاولة وضع اشارة على الخطوة التالية لحذر مطلوب أو تغيير منتظر بتصحيح خطأ أو وجهة نظر أو ايجاد بدائل بهدف تقليل الفاقد والخسارة بشتى صورها وآثارها على مستوى الفرد و/أو الجماعة والذي ينعكس على المجتمع بمختلف مكوناته.الانتقام بشتى صوره ومعانيه، مفاهيمه وأسسه، ظاهرة تعزيز السلوك الانساني السلبي الذي اقتنع بدفن أحلامه بغبار الماضي، له صور متعددة نختلف بتوظيفها ومسمياتها، ينتظر لحظة الانتقام لكن النتيجة بالمحصلة واحدة ويتيمة؛ المزيد من الانعزال والفشل والاستسلام لواقع مريض لا يبحث عن الشفاء، وربما الأمثلة كثيرة ويصعب حصرها بل وأحيانا هناك تحفظات متعددة لتسميتها وذكرها، فنتمنى أن نجد العذر لمنتحليها الذين اختاروا المواجهة مع الماضي بوعورة مسالكه، واعتقدوا أنه طريقا مرصعا مرصوفا للوصول أو ارتضوا لذاتهم تمثيلها درء لشرور المسؤول القابض على زناد الأذية والجمر، يرتدي العديد من الأقنية التي تتناسب مع المواقف فيستخدمها بظروفها العابرة حتى لو كانت على حساب المصلحة العامة أو الوطنية.سرعة الحكم على بعض الأحداث بهذه الجرأة والثقة والحرية غير المنظبة، قد أصبحت سلوكا متداخلا مع البعض بقدرته التفكيرية، فوجود وسائل التواصل الاجتماعي وعرض منصاتها المجانية التي أفرزت عباقر وهمية بقدرة التحليل والجزم وبث سموم أفكارها بنية التأثير على منعطفات التفكير الاجتماعي بهدف المساعدة على رقعة ومساحة هذا السلوك الذي يعتبر بيئة حاضنة لنهج التفكير، وربما الاستهار والشك بالقدرات الذاتية قد جعل من هؤلاء مصدر ازعاج يجب تقزيمه، فالحرية لا تعني السلطة المطلقة بالقول المؤذي أو الأثر على مشاعر الآخرين واحتياجاتهم؛ هناك عتبة لا يجب السماح بالقفز عنها مهما كانت الظروف، خصوصا تلك المتعلقة بالأمن الوطني للدولة؛ خطوط حمراء لن نسمح لأحد بالقفز عنها أو محاولة تجاهلها أو تشويهها، فظروف المنطقة التي نعيش بقلبها لا تسمح بأي انحراف مهما كانت دوافعه ومبرراته، وقد ثبت بالدليل الواقعي قوة هذا البلد وصموده وقدرته على تجاوز التحديات والصمود ضمن لهيب نار أضرمت قبل عقدين ونارها أحرقت البلاد والشعوب التي احتضنتها؛ تشردت الشعوب، دمرت البنية التحتية، تجددت صور الاستعمار، سادت أشكال العبودية، وغيرها والبعض يهلل لعرس بنت الجيران.السلوك الأردني المسؤول ممثلا بقيادته ومؤسساته صاحب الفضل بالمحافظة على أركان الدولة الأردنية لتكون صمام الأمان للحياة الآمنة التي نعيشها في اقليمنا المضطرب، استطاعت قيادة المركب بحرفية وعقلانية دون الانحياز والتخندق أو المشاركة لنصرة طرف على آخر بالرغم من بعض الأذية، فيه دروس وتحديات، فغدى الأردن كعاته حاضناً للنازحين والمهاجرين بالرغم من محدودية امكانياته لأنه الواحة الأمينة التي يقصدها كل من يبحث عن الاستقرار، وعليه، فان التفكير السلبي بنقل تجارب الآخرين ومحاولة الامتثال فيها بقشورها الخارجية التي تدغدغ العواطف، أو التبرع بالمشاركة من الانتقام من فشل الآخرين، أمر لن نسمح بوجوده أو مناقشة معطياته لعدم قيمته فهناك أسرار ومطبات لا نعرف فواصلها، وعلينا أن نعمل باختصاصنا دون خلط بقدرتنا على تعددية الفعل، فالظروف أحيانا تسمح لاعتقادات يحملها أشخاص بقدرتهم على الفتوى والتأثير، ولكن هذا ليس بالضرورة هو القاعدة، فالنجاح بظروف خاصة ليس شهادة ابراء، والحذق يفهم وللحديث بقية
اترك تعليقاً