يشهد الشرق الأوسط تحولاتٍ دراميةً، اقتلاعية، عاصفة، تمسّ شكلَ أنظمته السياسية، ومحتواها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.ومن أبرز التطورات والتغيرات التي طرأت خلال السنة الماضية وسنتنا الغاربة، صعود المشروع التوسعي الإسرائيلي، وتمدد النفوذ الأميركي، وتقدم المشروع التوسعي التركي، وتقهقهر المشروع التوسعي الإيراني، وتقهقهر النفوذ الروسي.وعلى قاعدة ان “الطغاة يستجرون الغزاة”، فقد جرّ الطغاةُ العرب، الغزاة الأجانب جيوشًا واحتلالاتٍ وأدوات !!كان نظام أسرة الأسد الفاسد الاستبدادي البائد، آخر من استدعى الغزاة إلى ديارنا السورية، فأشرع سورية لنظام الملالي الرجعي التوسعي، الذي يتقهقر الآن مئات الكيلومترات لكنه لم يسقط بعد، وهو النظام الثيوقراطي الذي أستأجر تحت ذريعة “الدفاع عن الحرم”، القتلةَ وعصابات السلاّبة المحكومين بالإعدام، من إيران وأفغانستان وباكستان والعراق ولبنان واليمن، فجند 100 ألف مقاتل من الحرس الثوري وكتائب عصائب أهل الحق وفيلق بدر وحزب الله العراقي وحزب الله اللبناني وألوية أبو الفضل العباس وكتائب سيد الشهداء وذو الفقار وفرقة “فاطميون” المكونة من السجناء الأفغان وفرقة “زينبيون” المكونة من باكستانيين مقيمين في إيران، وفيلق “ولي الأمر” شديد البأس والوحشية.لقد ظلت أكذوبة الدفاع عن مرقدي السيدة زينب والسيدة رقية في دمشق، المسماة “الدفاع عن الحرم”، مستمرة طيلة سنوات رغم أن جزءً كبيرًا من قوات المرشد، المرسلة إلى سورية “للدفاع عن الحرم”، وعديدها نحو 3000 مقاتل، قُتلت على بعد مئات الكيلومترات عن “الحرم” الذي يقع في دمشق !!ها هي سورية الحرة الجميلة الجديدة، تدخل عهدًا سياسيًا جديدًا، نرجو الله أن يكون عهد ديمقراطية واستقرار وأمن وتنمية.وها هي بلادنا الأردنية الهاشمية بتوجيهات ملكنا الهاشمي النبيل، الذي يقدر السوريون النبلاء موقفه وموقف بلادنا، تقف إلى جانب خيارات الشعب السوري الشقيق، وتقدم بكل ما أوتيت من طاقة وعزم، خبراتها الضخمة في مختلف المجالات التي يحتاجها الأشقاء.يستدعي الأمر مقاربة داخلية نوعية مختلفة جديدة، كي تظل بلادنا صلبة آمنة مستقرة مستمرة، قادرة أيضًا على دعم أشقاء الروح الفلسطينيين الذين يرزحون منذ سنين تحت احتلال وظلم يفوق الوصف
اترك تعليقاً